دعا المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان برينستون ليمان أطراف أزمة دارفور إلى الانخراط في «محادثات جادة»، مؤكداً أن «واشنطن تولي اهتماماً كبيراً لانتهاء أزمة دارفور وتدعم العملية السلمية ومنبر الدوحة» الذي يستضيف مفاوضات بين الحكومة السودانية وحركتي «العدل والمساواة» و «التحرير والعدالة». وأجرى ليمان في الدوحة أمس مشاورات مع وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود وقيادات في الحركتين الدارفوريتين. وأعلن في لقاء مع عدد محدود من الصحافيين حضرته «الحياة»، أنه سينتقل من قطر إلى السودان لحضور انتخابات ولاية جنوب كردفان التي يتنافس فيها «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم في الشمال و «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تدير الجنوب. واعتبر ليمان أن مفاوضات الدوحة «مشجعة وقطعت مراحل مهمة». وطالب «الأطراف المعنية كلها» بالانخراط في «محادثات جادة من أجل السلام». وأشار إلى أن مساعده كبير مستشاري الإدارة الأميركية في شأن دارفور السفير دين سميث، سيبقى أياماً في الدوحة لتقديم الدعم لأطراف التفاوض وللوساطة. ونوّه بمشاركة «حركة العدل والمساواة» في مفاوضات الدوحة بعدما كانت قاطعتها في وقت سابق، لكنه شدد على أهمية مشاركة زعيم «العدل والمساواة» الدكتور خليل إبراهيم الموجود في ليبيا حالياً في مفاوضات الدوحة، لكنه قال: «لا أعرف مدى قدرته على الخروج من ليبيا والوصول إلى الدوحة». ورأى أن «العنصر المفقود في المفاوضات» يكمن في عدم مشاركة مساعد الرئيس السوداني المنشق مني أركو مناوي، وهو زعيم أحد أجنحة «حركة تحرير السودان» المتمردة في دارفور، وغياب زعيم «حركة/ جيش تحرير السودان» عبدالواحد نور الموجود في فرنسا. وأكد عدم وجود مؤشر على انضمام نور إلى مفاوضات الدوحة، لكنه دعا الحركات الدارفورية كافة إلى المشاركة فيها. وأكد رداً على سؤال ل «الحياة» أن النزاع على منطقة ابيي بين الشمال والجنوب، يمثل «أكبر مشكلة» حالياً بين الجانبين. وقال: «لا يوجد لدينا حل لأبيي حتى الآن، وأدعو المجتمع الدولي إلى تطوير أفكار لحل تلك المشكلة»، لكنه استبعد وقوع حرب بين شمال السودان وجنوبه بسبب ابيي. وعزا ذلك إلى أن «الطرفين خاضا حروباً طويلة في السابق... الجنوب سيهتم ببناء دولة جديدة ويسعى إلى استقطاب استثمارات، وحكومة الشمال تواجه وضعاً اقتصادياً صعباً بسبب انخفاض عائدات البترول. والحرب لا تفيد الجانبين». وحين سُئل عن مذكرة المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير ومسؤولين في نظامه لاتهامهم بارتكاب «جرائم حرب» في دارفور، قال: «لسنا أعضاء في المحكمة الجنائية، لكن يجب تحقيق العدالة في إطار حل قضية دارفور». وأكد حرص بلاده على استقرار شمال السودان وجنوبه، لافتاً إلى «أهمية تطبيع العلاقات بين السودان وأميركا»، لكنه شدد في هذا السياق على «ضرورة أن نرى نهاية ناجحة لاتفاق السلام (بين الشمال والجنوب)، كما نريد أن نرى سلاماً في دارفور».