استقبل سكان بلدة مرتون- إن- مارش البريطانية ببرود الانباء عن خطة الحكومة إسكان لاجئي الطائرة الافغانية في بلدتهم الواقعة في مقاطعة غلوسترشاير وسط بريطانيا. وجاء ذلك في وقت لم يبد سوى 17 من اصل 164 راكباً كانوا على متن الطائرة التي حطت في مطار ستانستيد اللندني الاسبوع الماضي، رغبتهم في العودة الى بلادهم او الى دول مجاورة. وبدأ نقل الافغان من مقر اقامتهم المؤقت في فندق هيلتون الى البلدة. وسعت لندن الى اقناع موسكو واسلام آباد باستقبال بعض الركاب، لكن المراقبين في بريطانيا اعربوا عن اعتقادهم ان اياً من الافغان لن يرغب في العودة، فيما اكدت وزارة الداخلية البريطانية انهم لن يرحّلوا رغماً عنهم، علماً ان طائرة مخصصة للراغبين منهم بالسفر، ستظل في انتظارهم في قاعدة برايز نورتون العسكرية غرب لندن. ونشرت صحيفة "ذي صنداي تلغراف" تحقيقاً من البلدة الهادئة التي لا يتجاوز عدد سكانها ال 3500 نسمة، فيما وصلت طلائع الافغان الى مجمع سكني هناك، كان مخصصاً لمدرسة الاطفائية وهي قاعدة سابقة لسلاح الجو. وتضم المدرسة 11 بناية يضم كل منها ثلاث طبقات. والمجمع بكامله قادر على استيعاب 470 شخصاً. لكن ما يقلق سكان البلدة هو كيف سيكون الافغان قادرين على التأقلم من دون وجود مؤسسات مناسبة تساعدهم على ذلك؟ وقال عضو في المجلس البلدي المحلي: "لا اصدق انه من بين كل الاماكن المحتملة، تم اختيار هذا المكان لاسكانهم. هؤلاء بشر ويحتاجون الى عناية... اننا متعاطفون معهم قدرالامكان، لكننا لا نستطيع المضي في مساعدة دول اخرى". وركزت معظم الصحف البريطانية امس على التكاليف التي يتكبدها دافعو الضرائب البريطانيون، لإيواء طالبي اللجوء من العالم الثالث. واشارت الى ان الخاطفين الافغان البالغ عددهم 22 شخصاً، سينتهون احراراً طليقين أسوة بالعراقيين خاطفي الطائرة السودانية الذين لجأوا الى لندن. ونفت وزارة الداخلية امس، مضمون تقارير افادت ان لندن ستحاول "التخلص" من الافغان في أسرع وقت ممكن عبر نقلهم الى باكستان. وقال ناطق باسمها: "لا خطة لدينا حالياً لنقل الركاب الى بلد ثالث. ولن نجبر اياً منهم على ذلك". واوضح: "اتصلنا بروسيا وباكستان حيث توجد جاليات افغانية، لمعرفة استعدادهما لاستقبال اي من الركاب، في حال رغب بعض هؤلاء بالسفر للالتحاق باقارب لهم هناك". وحضت جماعات لحقوق الانسان وزير الداخلية البريطاني جاك سترو على عدم ترحيل من يريد من الافغان البقاء في بريطانيا، بعد محنتهم الشاقة وهروبهم. وحذرت من خطر عودتهم الى ظروف معيشية صعبة في ظل حكم حركة "طالبان". وفي الوقت نفسه، دعا قائد الطائرة الافغانية المخطوفة سعيد مهدي سعيدي الذي سيكون بين القلة الراغبين في العودة دعا السلطات البريطانية الى التعامل بحزم مع الخاطفين الذين اكد انهم هددوا بقتل عدد من الرهائن.