عزز المسؤولون البريطانيون تنسيقهم مع حركة "طالبان" في محاولة لايجاد حل لازمة الطائرة الأفغانية التي لن تستطيع مغادرة مطار ستانستيد شمال لندن، نظراً الى فرار طيارها وثلاثة من معاونيه قفزوا من قمرة القيادة مساء اول من امس. وكان مقرراً ان يصل نائب وزير الخارجية في حكومة "طالبان" عبدالرحمن زاهد الى لندن امس قادماً من باريس، لكن مصادر بريطانية رسمية ابلغت "الحياة" ان لا علم لديها بهذه الزيارة، نافية حصول لقاءات بين الجانبين في اوروبا. وتولت الديبلوماسية في السفارة البريطانية في اسلام آباد كلير سميث التنسيق مع ممثلي الحركة الذين طالبوا لندن باعتقال الخاطفين. وكانت مصادر ديبلوماسية بريطانية ابلغت "الحياة" انها لا تمانع في لقاء ممثلين ل"طالبان". ويبدو ان السلطات البريطانية سمحت لقائد الطائرة بالاتصال بقندهار حيث مقر الحركة اذ اعلنت مصادر "طالبان" انه اطلع مسؤوليها على آخر التطورات، مشيراً الى اسرار لا يمكن كشفها في مكالمة هاتفية. وكانت شهادات قدمها رهائن افرج عنهم خلال توقف الطائرة في اوزبكستان وكازاخستان عن "علاقة بين الخاطفين ومضيفات في الطائرة"، دفعت "طالبان" الى اعتقال عدد من الرجال والنساء العاملين في الطيران الافغاني للتحقيق معهم بتهمة تسهيل عملية تهريب اسلحة الى الطائرة. وروجت "طالبان" انباء مفادها أن الخاطفين من الطاجيك، وهي العرقية التي ينتمي إليها القائد المناهض لها أحمد شاه مسعود، في محاولة لاثبات تورطه في عملية الخطف. لكن وسائل الاعلام البريطانية ركزت على كلام لمدير الخطوط الافغانية عن وجود "تواطؤ" بين بعض الركاب والخاطفين، من اجل الحصول على حق اللجوء في بريطانيا، مشيرة الى ان كثيرين في افغانستان يحسدون الركاب لوجودهم في لندن. ولفت المراقبين امس، موقع في الانترنت يتبادل عبره الطيارون المحترفون النقاش. وظهر اجماع لدى هؤلاء على ادانة فرار الطيار الافغاني الذي يفترض ان يتمسك بطائرته كما يتمسك الربان بالسفينة الغارقة. وتساءل هؤلاء عن مهنية هذا الطيار واخلاصه في عمله. وكان الطيار ومساعده وضابط الملاحة ومهندس الطيران فروا من قمرة القيادة مساء الثلثاء متسلقين حبلاً. وتركوا بذلك الركاب البالغ عددهم 140 تحت رحمة الخاطفين. ومعلوم ان الطيار يتولى عادة مهمة الترجمة والتوسط بين سلطات المطار والخاطفين. واثار هروبه سخط الخاطفين. وبذل المفاوضون البريطانيون جهوداً مضنية لتهدئتهم.