منذ توليه إدارتي الأخبار وإنتاج البرامج قبل أشهر قليلة في إجراء يحدث للمرة الأولى من نوعه في مركز تلفزيون الشرق الأوسط "M.B.C"، انعقدت على ستيف كلارك آمال كبيرة في النهوض بأخبار وبرامج المحطة مع إطلالة القرن الحادي والعشرين وارتفاع المنافسة بين الفضائيات العربية التي ازداد عددها وتباينت أهواؤها. فالمحطة التي اتخذت من لندن مقراً لها، كانت ثاني محطة فضائية تطل على المشاهدين العرب بعد "الفضائية المصرية"، واعتبرت أول محطة فضائية خاصة شهد لها كثيرون بالتميز في أخبارها وبرامجها منذ انطلاقها عام 1991، غير أن احتدام المنافسة إخباريا وبرامجيا خلال العامين الماضيين خطف بعضاً من البريق الذي عرفته المحطة وأثار تساؤلات عدة حول قدرة M.B.C على استعادة كل بريقها وماهية الخطط المطروحة لمجابهة المنافسة الشرسة أمام الفضائيات القائمة وتلك التي ينتظر إطلاقها قريباً. السيد ستيف كلاك، بعد أن اصبحت مديراً للأخبار وإنتاج البرامج في M.B.C في البداية أسألك عن كيفية استغلال خبراتك في مجال التلفزيون في أداء المحطة؟ - أولا أمضيت نحو 30 سنة من عمري في العمل في الصحافة والتلفزيون كانت السنوات العشر الأولى منها في الصحافة المكتوبة والعشرون الباقية في التلفزيون، تنقلت خلالها بين أكبر شركات التلفزيون والأخبار التلفزيونية المصورة، وبطبيعة الحال فإنني ملتزم في M.B.C بإنتاج نوعية جيدة من الأخبار ليس فقط كي تصبح أخبار محطتنا هي الأسرع بل أيضاً لكي نتوصل إلى استخدام القصص الإخبارية على أفضل ما يكون. ولا اخفي دهشتي بنوعية الاخبار الموجودة حالياً في M.B.C لكنني في الوقت ذاته متشوق لمواجهة منافسة اكبر عما كان الحال عليه عندما بدأت المحطة، خصوصاً أنها كمحطة رائدة في مجال الاخبار بالنسبة للعالم العربي. وسأجري تعديلات، آمل أن تكون جميعها نحو الأفضل، خلال الاسابيع والشهور المقبلة، واعتقد انه بحلول نيسان ابريل المقبل سنعيد اطلاق اخبار M.B.C بشكل جديد وسنقدم انفسنا على أننا محطة اخبار رئيسية. وما الذي دفعكم إلى قبول العمل مع M.B.C؟ - في الحقيقة لم أكن في البداية على دراية بطريقة العمل والادارة في هذه المحطة، ولكني عندما دعيت لالقاء نظرة داخلية على العمل، لا اخفي انني دهشت تماماً إزاء حجم ومعدل الاخبار في M.B.C، واقول إنني رأيت ما يمكن وصفه "بعملاق نائم" ينتظر ان يستيقظ. وكان هذا ما اقنعني بتولي مهمة العمل في المحطة. فقد شاهدت الواقع، وهو في تقديري جيد، ولكن يمكن بهذه الامكانيات أن نخرج بنتيجة افضل، وأنا على يقين بأن العاملين من محررين ومنتجين ومذيعين ومراسلين ملتزمون، وهم يتطلعون لتغيير ايجابي. بعدما امضيت قرابة شهرين في المحطة.. كيف تقيم نوعية البرامج والاخبار في M.B.C مقارنة بما توقعته وما الذي يمكن أن تضيفه إلى هذه البرامج وهذه الاخبار؟ - خلال الفترة الماضية لم يقتصر تركيزي على متابعة برامج واخبار المحطة، لكني التقيت مع العاملين بالمحطة فرداً فرداً، كي استمع اليهم واعرف تصوراتهم لتحسين العمل ونوعية المشاكل والمخاوف التي يواجهونها، وقد وصلت الى نهاية هذه المرحلة وقمت بعملية تقييم شاملة. وقررت الكيفية التي ستمكننا من النهوض بM.B.C ليس فقط في ما يتعلق بشكل النشرات الرئيسية الثلاث، ولكن ايضاً من حيث تغيير طريقة اداء العمل الخاصة بها وكيفية تحسين عمل ادارة غرفة الاخبار. وعملية البحوث واسلوب الحصول على كل ما لدى العاملين الأكفاء في هذه المحطة من جهد وخبرة على أفضل وجه. هذا ما يخص الاخبار... فماذا عن ادارة انتاج البرامج؟ - بالنسبة إلى إدارة انتاج البرامج فإنني اقوم بالشيء ذاته، واعتقد انه من الافضل مراجعة كل البرامج نظراً لان صناعة التلفزيون تتغير باستمرار ولا تستقر على حال. ماذا عن الخطط الرئيسية التي ستقوم بها لتنشيط ادارة الاخبار وادارة البرامج؟ - باختصار اريد أن احلق ببرامج وأخبار M.B.C في سماء القرن الحادي والعشرين، فنحن بحاجة إلى قناة تتناغم وتعكس القرن الحادي والعشرين بحيث تكون لها هذه النظرة الجديدة والاتجاه الجديد الذي ظللت اعمل عليه في بيئة تنافسية طوال حياتي، والسبب الوحيد - من وجهة نظري - الذي يجعلنا نفوز في هذا التنافس هو أن نضع نصب اعيننا ان تصبح محطتنا هي رقم واحد. ولكن هل تعتقد أن المحطة ستكون قادرة على منافسة محطات اخبارية خالصة مثل الجزيرة أو ANN أو محطة ابو ظبي الجديدة؟ - في المقام الاول، نحن لسنا محطة أخبار خالصة، ولا يمكنك ان تنافس بكل امانة مع محطة كرست كل وقتها وجهدها للاخبار والبرامج الاخبارية، وعلى سبيل المثال هنا في بريطانيا فإن قناة هيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي. BBC لا يمكن أن تنافس محطة مثل "سكاي نيوز" الاخبارية لان الاخيرة تقدم الاخبار على مدار الساعات الاربع والعشرين، في حين أن بي. بي. سي، هي محطة تقدم الاخبار وكذلك الافلام والدراما وبرامج التسلية المنوعة. ولهذا فإن M.B.C قناة دراما وتسلية واخبار فهي قناة عامة. وهي ليست في مجال المنافسة مع المحطات الاخبارية الخالصة التي تعمل على مدار الساعة، لكننا ننافس كي نحقق افضل ثلاث نشرات اخبارية رئيسية مقارنة بأي نشرات اخبارية في أي محطة اخرى، ونحن بالفعل نلاحظ ان ذروة المشاهدة بالنسبة ل M.B.C تتحقق بالفعل عندما تظهر هذه النشرات الاخبارية على الشاشة. ماذا عن انتاج برامج M.B.C المنوعة خارج بريطانيا، فمن المعروف أنه كان لكم مكتب لانتاج البرامج في القاهرة وتم اغلاقه، ولاحظنا انتاجاً لكم في بيروت والكويت، فهل لديكم خطط للانتاج في اماكن اخرى؟ - بالنسبة الى القاهرة طلبت قبل اسابيع من مذيعتنا نشوة الرويني اعداد 5 حلقات من برنامج حواري جماهيري ثم ارسلتها مرة اخرى لإعداد وتنفيذ 20 حلقة اضافية، وستكون هناك برامج حوارية بمشاركة الجماهير من هذا النوع الذي يسود الآن في العالم. أما بالنسبة للانتاج خارج بريطانيا، فأقول إنه لو توافرت الامكانات التلفزيونية السليمة والخبرة الكافية للانتاج والجماهير في بلد ما، فسوف نقوم بالانتاج في هذا البلد أينما كان... وأنا مع الرأي القائل بأن افضل إنتاج تلفزيوني في العالم العربي موجود في القاهرة وفي بيروت ونحن نتطلع الآن للعمل في هذين البلدين وفي خارجهما أيضاً. ماذا عن مكاتب الاخبار التابعة للمحطة حول العالم هل تعتزمون ابقاءها أم تغييرها؟ - اولاً سأقوم بزيارة المكاتب الاخبارية لM.B.C حول العالم واتطلع لإنتاج كمية ونوعية من القصص الاخبارية المميزة من هذه المكاتب، وليس في نيتي الآن اغلاق اي من هذه المكاتب، بل إنني أرى أنه يتعين علينا فتح مكاتب جديدة حول العالم، وليس اغلاق مكاتب قائمة.