إنتقد الدكتور سعيد سعدي زعيم "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" لجوء الرئيس الجزائري إلى الإستعانة بشخصيات قديمة "فقدت مكانتها في الحكم بسبب حرب العصب". وأسند الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة منذ توليه الحكم المناصب الحساسة إلى عشرات الشخصيات السابقة في الحكم سواء التي عملت إلى جانب الرئيس الراحل هواري بومدين مثل محي الدين عميمور وزير الثقافة والاعلام، أو التي كانت سند نظام الشاذلي بن جديد مثل الجنرال المتقاعد العربي بلخير. وتحدث سعدي، عضو الائتلاف الحكومي، في رسالة وجهها إلى مناضلي حزبه عبر موقع انترنت، عن أخطاء "كبرى في مؤسسات الحكم وفي اساليب التسيير واختيار الرجال". وقال: "لم نر يوماً ما هذه الجهات تقبل أن الخلاص الوطني يتطلب تجاوز النموذج الذي ينبغي أن يتحلل ويدفن لأن النقاش الذي قام عليه إنتهى منذ زمن بعيد". وأعرب مسؤول الحزب البربري عن قناعته بأن الحل النهائي للأزمة ينبغي أن يأتي "من خارج النظام القائم الذي لا يمكنه أن ينتج نجاحا لأنه لم يبن لتحريك التنمية بل للإعتراض في وقت سابق ثم للمراقبة حينما وقع الحكم بيده في مرحلة لاحقة". من جهة اخرى أ ف ب، وجهت الصحف الجزائرية انتقادات شديدة الى حسين آيت أحمد زعيم حزب جبهة القوى الاشتراكية احد القادة التاريخيين لحرب الاستقلال 1954-1962 بعدما اعترف ان عناصر جبهة التحرير الوطني الجزائري استخدموا التعذيب ايضاً. وكان آيت أحمد دعا الجمعة، خلال مؤتمر للحزب الاشتراكي الفرنسي الى "مناقشات فى العمق بين الجزائريين والفرنسيين في شان التعذيب وعمليات الاعدام من دون محاكمة والاختفاء"، مؤكدا ان ذلك "سيكشف ايضاً ان هناك عمليات تعذيب جرت من جانب جبهة التحرير الوطني". ووصفت صحيفة "المجاهد" الناطقة باسم حزب جبهة التحرير الوطني تصريحات آيت احمد ب"الانحراف". وقالت: "إن الأجيال الحالية والمقبلة لن تغفر له هذا الخلط وهذا الضلال"، اذ انه "يتنكر لنفسه بنفسه". وقالت صحيفة "صوت الأحرار" القريبة من جبهة التحرير ان آيت أحمد "يساوم"الحزب الاشتراكي الفرنسي عندما يتحدث عن "تجاوزات جيش التحرير الوطني". وتساءلت "ماذا يريد" آيت أحمد عندما يضع على قدم المساواة "جرائم التعذيب للجيش الفرنسي مع ما يسميه تجاوزات جيش التحرير الوطني؟".