مضت اكثر من ثلاثة اسابيع على الانتخابات الرئاسية الاميركية، وما زالت المسائل العالقة نفسها، على رغم تدخل القضاء على اعلى المستويات لحسم كيفية فرز الاصوات في ولاية فلوريدا ومدى قانونية العد اليدوي. وساهم في استمرار السجال الحاصل الاحكام القضائية والتفسيرات القانونية التي تختلف بين قاضٍ وآخر ومحكمة واخرى. راجع ص7 والانقسام الذي ترجم عمليا يوم الانتخابات لم ينحصر في التصويت وصعوبة اعلان الفائز فحسب، بل تعداه الى معظم المؤسسات الحكومية التي ظهرت منقسمة مناصفة على اساس حزبي، او ليبرالي ومحافظ. بعد الاستماع الى الطرفين في المحكمة الفيديرالية العليا في واشنطن الى اسئلة القضاة خلال الجلسة التاريخية، استنتج معظم المراقبين ان انقساماً حاصلاً داخل اعلى سلطة قضائية في كيفية التعاطي مع الأزمة وان أي تصويت داخل المحكمة المؤلفة من تسعة قضاة سيكون بفارق صوت واحد لمصلحة احد الطرفين. وبدأت امس جلسات الاستماع في محكمة مقاطعة ليون للنظر في الطعون التي تقدم بها نائب الرئيس آل غور الذي يريد استصدار حكم لاعادة فرز 14000 صوت يدوياً في ولايتي بالم بيتش وميامي دايد، وضمها الى مجموع النتائج النهائية. وأعلن القاضي ساندرز سولز انه سيحاول حصر جلسات الاستماع ب12 ساعة والانتهاء من الاجراءات مع حلول مساء امس بتوقيت الولاياتالمتحدة. واتهم فريق غور القانوني محامي بوش بالسعي الى اضاعة الوقت من خلال سعيهم الى استدعاء 95 شاهداً للإدلاء بإفادات امام المحكمة. ويعتبر عامل الوقت ضروريا لغور لأن موعد 12 كانون الاول ديسمبر لتعيين مندوبي الولاية في المجمع الانتخابي بدأ يقترب. وتدخل القاضي معلناً انه يحق لكل طرف استدعاء شاهد واحد في كل موضوع خلال النظر فيه. وللمرة الاولى منذ 120 عاماً ادى فوز الديموقراطية ماريا كانتويل بمقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية واشنطن الى نشوء تعادل داخل المجلس حيث يتقاسم الجمهوريون والديموقراطيون المقاعد مناصفة. وأدى هذا التعادل الى خلق سيناريوهات عدة مرتبطة بنتائج الانتخابات الرئاسية. فعلى السيناتور جو ليبرمان ان يتخلى عن مقعده في المجلس اذا فاز غور. وعندها يعيّن حاكم ولاية كوناكتيكت الجمهوري بديلاً جمهورياً لليبرلمان فتصبح الغالبية للجمهوريين. اما اذا فاز بوش فيصبح نائبه ديك تشيني، الذي يعتبر نائباً للرئيس، رئيساً لمجلس الشيوخ ويتحول الى الصوت المقرر في المجلس لفك التعادل. ومن المتوقع ان يؤدي هذا التعادل الى خلافات على رئاسة اللجان داخل المجلس وامكان تقاسمها بين الحزبين. ويطالب الديموقراطيون بممارسة دور الغالبية داخل المجلس لمدة 17 يوماً، لأن الفترة الممتدة من 3 كانون الثاني يناير حتى 20 منه، موعد استلام الرئيس الجديد، يكون آل غور ما زال نائباً للرئيس ويحق له التصويت بالاضافة الى ان ليبرمان فاز في الانتخابات في ولايته. واعلن السيناتور الديموقراطي من ولاية لويزيانا انه سيسعى الى خلق تكتل وسط داخل المجلس من اجل تجنب الجمود وتسيير أمور البلاد.