دعا الرئيس المنتخب جورج بوش، بتواضع المنتصر، الى التعالي عن الحزبيات، وتعهد العمل على اعادة توحيد البلاد بعد معركة انتخابية تركت معظم مؤسسات البلاد منقسمة ولم تحسم الا بقرار من المحكمة العليا. ووجه بوش خطاب القبول مساء الاربعاء بعد ساعة من اقرار المرشح الديموقراطي آل غور بالهزيمة واعترافه برئاسة منافسه الجمهوري. راجع ص 7 واعلن بوش الذي قدمه المتحدث باسم المجلس التشريعي في ولاية تكساس بيت ليني، وهو ديموقراطي، ان "على امتنا ان ترتفع فوق بيت منقسم". واضاف ان "الاميركيين يتشاركون الاهداف والقيم، وهي اهم بكثير من من أي خلاف سياسي. الجمهوريون يريدون ما هو اصلح لأمتنا، وكذلك الديموقراطيون". وبلهجة بالغة التوافقية قال: "قد نختلف بالتصويت ولكن ليس في الآمال. أعرف أن الاميركيين يريدون الوفاق والوحدة". وسيلتقي بوش مع غور الثلثاء المقبل، كما تلقى دعوة من البيت الابيض للقاء كلينتون. وبدأ بذلك عمل شاق لانتقال الادارة، بسبب التأخر الذي نجم عن المعركة القضائية. وعلى الرئيس الجديد ان ينتقي ثلاثة آلاف شخص لملء شواغر تلزم موافقة مجلس الشيوخ على الف منها. اما غور فعلى رغم قبوله النتيجة إلا انه عبر عن خيبة امله بقرار المحكمة العليا الذي لم يسمح باعادة الفرز يدوياً في ولاية فلوريدا. وقال: "الآن وقد تكلمت المحكمة العليا، فليكن بعيداً عن الشك رغم اختلافي بقوة مع قرار المحكمة انني اتقبله". وبخروجه من المعركة الانتخابية خاسراً يصبح غور خارج الحقل العام للمرة الاولى منذ عام 1976 حين دخل مجلس النواب وهو في الثامنة والعشرين. وتحادث بوش وغور هاتفياً للمرة الاولى منذ ليلة الانتخابات في 7 تشرين الثاني نوفمبر حين اتصل غور ليقر بالهزيمة لكنه عاد واتصل ليسحب الاعتراف بعدما تبين ان الفارق ضئيل ويستدعي اعادة العد. اما المرشح الديموقراطي السيناتور جوزف ليبرمان فسيعود الى عمله السابق في مجلس الشيوخ، اذ انه فاز في ولاية كونتيكت على رغم من سعيه في الوقت نفسه الى منصب نائب الرئيس. وتحدث ليبرمان امام مجلس الشيوخ شاكراً الدعم الذي تلقاه من زملائه الديموقراطيين، مشيراً الى ضرورة اعادة النظر بالقوانين الانتخابية وتقنيات الاقتراع لتجنب ما حصل في فلوريدا وادى حسب قوله الى "حرمان البعض من الاقليات من الادلاء بأصواتهم او عدم احتسابها". وباستمراره في العمل داخل مجلس الشيوخ يدخل ليبرمان باب المنافسة مع السيناتور هيلاري كلينتون على نجومية الديموقراطيين في المجلس خصوصاً انه من القلة الديموقراطية التي انتقدت زوجها اثناء فضيحة لوينسكي. وبدأ بوش يومه الاول كرئيس منتخب بحضور قداس صلوات في الكنيسة الى جانب زوجته لورا في اوستن تكساس، فيما ادى اقرار غور بالهزيمة الى تسريع العملية الانتقالية وافراج مكتب خدمات الادارة عن الاعتمادات المخصصة لتسهيل عملية الانتقال بعدما رفض ذلك في ظل استمرار السجال القانوني.