وضعت قطر حداً لتكهنات في شأن مشاركتها في القمة الخليجية في المنامة بعد غد السبت، اذ أُعلن ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيحضر القمة، التي اكدت مصادر خليجية ان الامارات نجحت في وساطتها لاقناع الدوحة بالمشاركة فيها. حدد بيان أصدره الديوان الأميري القطري سبب مشاركة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدورة الحادية والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في 30 و31 الشهر الجاري. وجدد البيان موقف الدوحة من كيفية حل الخلاف الحدودي القطري - البحريني الذي تنظر فيه محكمة العدل الدولية. وشدد على ان "مشاركة قطر في أعمال القمة الخليجية تأتي انطلاقاً من حرصها على الحفاظ على التعاون وتعميق التلاحم ووحدة الموقف بين دول مجلس التعاون وشعوبه، وذلك على رغم مقاطعة دولة البحرين الشقيقة قمة مجلس التعاون التي عقدت في الدوحة عام 1996، وكذلك خفض مستوى تمثيلها في القمة الاسلامية التاسعة التي عقدت في الدوحة الشهر الماضي، بحجة استمرار نظر محكمة العدل في الخلاف الحدودي بين البلدين، على رغم ان الخلاف لم يتم عرضه على المحكمة الا تنفيذاً لاتفاقي 1987 و1990 المبرمين بين الدولتين". ولفت البيان الذي صدر ليل الثلثاء - الاربعاء الى ان "محكمة العدل الدولية قضت قبل النظر في القضية بأن الاتفاقين دوليان ينشئان حقوقاً والتزامات على الدولتين"، مشيراً الى انه "لم يتم اللجوء الى هذا السبيل عرض القضية على المحكمة الا بعد استنفاد كل السبل لحل هذا الخلاف والتوصل الى تسوية مقبولة بين الدولتين". ونبه الى "اقتناع قطر التام بعدالة قضيتها وتمسكها المطلق بسيادتها وحقوقها السيادية على المناطق والجزر المتنازع عليها"، مؤكداً ان "عرض الخلاف على محكمة العدل الدولية بناء على الاتفاقين المشار اليهما آنفاً يوفر السبيل لتسوية هذا الخلاف الذي طال أمده على اساس من قواعد القانون الدولي بما يكفل توثيق روابط الاخوة بين الدولتين وشعبيهما الشقيقين، وتنقيتها من كل الشوائب، كما يساهم من ناحية اخرى في دعم مجلس التعاون الخليجي وتوثيق الروابط والأواصر التاريخية التي جمعت على الدوام بين الدول الاعضاء فيه، وشعوبها الشقيقة، وتفعيل العمل الخليجي المشترك، بإزالة كل ما يعترض سبيله من معوقات". الى ذلك، أبدت دولة الامارات ارتياحها الى مشاركة أمير قطر في القمة الخليجية، التي سيرأس الوفد الاماراتي اليها الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وقالت مصادر خليجية ان الامارات نجحت في وساطتها لإقناع قطر بالمشاركة، وذكرة ان الاتصالات بين أبوظبيوالدوحة، تزامنت مع اتصالات مماثلة بين أبوظبيوالمنامة، يعتقد انها وفرت ظروفاً وأجواء مناسبة لحضور قطر القمة، والقضايا التي ستبحث. واشارت مصادر مطلعة الى ان وفد الامارات يعلق أهمية على تقرير ستقدمه الى القمة اللجنة الثلاثية التي شكلها مجلس التعاون، وذلك في شأن اتصالاتها مع طهران لوضع آلية لمفاوضات ثنائية بين الاماراتوايران، تختص بالنزاع على الجزر الثلاث أو احالة القضية على محكمة العدل الدولية. وزادت ان تقرير اللجنة ربما يشكل بداية تحرك سياسي اماراتي وخليجي في شأن الجزر في حال عدم تعاون ايران مع اللجنة.