لقيت عودة مدافع الأ تحاد المخضرم احمد جميل الى الملاعب استقبالاً حاراً من انصار فريقه، وهو غاب منذ اذار مارس الماضي عندما تعرض لكسر في ساقه في مباراة فريقه امام الوحدة في الدور ربع النهائي من بطولة كأس ولي العهد. وظهر جميل في حال جيدة اثناءالتدريبات، بيد ان الأطباءالذين يشرفون على علاجه اكدوا انه لن يستطيع مشاركة الاتحاد في المباريات الرسمية قبل منتصف كانون الثاني يناير المقبل. ويأمل المدافع الأتحادي بان يسترد عافيته سريعاً لمشاركة فريقه في الأستحقاقات المهمة التي تنتظره وخصوصاً بطولة اندية دول مجلس التعاون الخليجي وكأس الاندية الآسيوية ابطال الدوري وكأس ولي العهد، فضلاً عن بطولتي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين التي يحمل لقبها الآخير . ويعتبر احمد جميل 34 عاماً اكبر لاعبي الأتحاد عمراً واكثرهم خبرة بل انه الأشهر في تاريخ ناديه على الإطلاق، وهو حقق مع فريقه 11 لقباً منذ ان انضم الى صفوفه عام 1983، وهذه الالقاب تعادل اكثر من نصف الألقاب التي احرزها الأتحاد منذ تأسيسه في جدة قبل نحو 75 عاماً. وعلى الرغم من ان المدافع المخضرم والملقب بالسد العالي بلغ "خريف" مجده وشهرته، إلا ان الكثيرين من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الاتحاد في السنوات الاخيرة اعتبروه دائماً مركز الثقل في الفريق، وشريك استراتيجي في الألقاب التي حققها مع الأتحاد. واثني مدرب الاتحاد السابق البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش على قدرات جميل، ونجاحه في بث الحماس في اوساط اللاعبين وتأثيره القوي على معنويات زملائه في المباريات المهمة وقدراته القيادية المميزة. ويملك جميل شعبية جماهيرية كبيرة في بلاده، بعدما لعب دوراً مؤثراً في انجازات نجوم العصر الذهبي للكره السعودية خلال 13 عاماً امضاها في صفوف المنتخب. وبدأت مشاركات جميل في المنتخب عام 1985 على يد المدرب الوطني خليل الزياني. وثبت المدافع الصلد نفسه، وفرض مواهبه وانتزع الفرصة الذهبية باللعب الى جانب اسطورة الدفاع السعودي صالح النعيمة الذي نجح مع جميل في تكوين سد دفاعي مؤثر ساهم في فوز السعودية بكأس الأمم الآسيويه عام 1988 في قطر. وبات جميل مدافع السعوديه الأول عقب اعتزال النعيمة عام 1990، بيد انه ابتعد عن الملاعب في العام التالي بداعي الأصابه، لكنه عاد الى صفوف المنتخب مجدداً وحقق طموحاته وقاد المنتخب في مونديال اميركا 94، وساهم هدف التعادل الذي سجله جميل برأسه في مرمى كوريا الجنوبيه خلال التصفيات الآسيوية في وصول بلاده الى هذا المحفل العالمي. ولعب جميل مع زمليه في الاتحاد محمد الخليوي دوراً مهماً في النتائج اللافتة التي حققها المنتخب في الولاياتالمتحدة، ماجعله يتلقى عرضاً مغرياً من مانشستر يونايتد الأنكليزي بيد ان الفرصة التاريخية لم تتحقق لأن اللوائح السعودية لم تكن تسمح بالاحتراف الخارجي انذاك. واختتم جميل مشواره الدولي مع "الاخضر" بعد نهاية مونديال فرنسا 98، لكنه بقي المدافع الاول في فريقه، وواصل الثنائي جميل والخليوي تحقيق البطولات المتتالية للاتحاد. ورأى المدافع الأقدم في بلاده ان باستطاعته الركض في ملاعب الكرة خمسة مواسم مقبلة، وهو لم يخف اعجابه بمستوى مدافعي ايطاليا السابقين فرانكو باريزي وجوسيبي بيرغومي الذين استمروا في الملاعب الى عمر الاربعين عاماً.