لم يجد الاتحاديون أفضل من المدافع المخضرم محمد صالح الخليوي 29 عاماً لمنحه شارة قيادة فريقهم في المباريات المقبلة خلفاً لزميله أحمد جميل الذي سيطول غيابه عن الاتحاد بعدما كسرت ساقه في مباراة أمام الوحدة قبل نحو ثمانية أشهر. ويعول أنصار الاتحاد كثيراً على الخليوي الذي بات أقدم لاعبي الفريق والأكثر خبرة. خصوصاً ان اربعة استحقاقات مهمة محلياً وخليجياً وآسيوياً خلال الموسم الحالي تنتظر الفريق. ويأمل الخليوي بأن يتمكن من الظهور بمظهر القائد الذي لا يقل قوة عن أسلافه، وأن ينجح في أداء الدور المهم الذي قام به أحمد جميل قبل ابتعاده عن الفريق. وجد محمد الخليوي مع بداية الموسم الحالي نفسه أكبر لاعبي الاتحاد عمراً، وهو الذي لعب مباراته الأولى ضد الأهلي في ايلول سبتمبر 1990، وكان يومها أصغر لاعبي الفريقين. ويحظى المدافع الاتحادي الصلد بشعبية جارفة بين أنصار فريقه الذين منحوه ألقاباً عدة من أشهرها "الرادار" و"باتريوت"، بل ان شعبيته امتدت الى جماهير الكرة السعودية عموماً بعدما لعب دوراً مؤثراً في الانجازات اللافتة التي حققها المنتخب السعودي خلال العقد الماضي. ويذكر الخليوي بداية عهده ب"الأخضر" حين لعب مباراته الدولية الأولى أمام منتخب الارجنتين في نهائي بطولة كأس القارات 1992 في الرياض، وكيف انه لم يكن محظوظاً يومها لأن مدربه كلّفه بمهمة تعجيزية قياساً على سنه الصغيرة وخبرته المحدودة. وتمثلت باكورة مهام الخليوي في مراقبة تحركات عتاولة الارجنتين باتيستوتا وكانيجيا ومساعدة زملائه المدافعين في منع الثنائي الخطير من الوصول الى المرمى السعودي الذي استقبل في نهاية الأمر ثلاثة أهداف، أعلنت فشل مهمة الخليوي وفوز الارجنتين 3-1. بطولة الخليج وشهدت بطولة الخليج الحادية عشرة التي أقيمت في قطر 1992 دخول محمد الخليوي مدافعاً أساسياً في صفوف المنتخب السعودي الى جوار زميله في الاتحاد أحمد جميل الذي عانى وحيداً في دفاع المنتخب عقب اعتزال المدافع الشهير صالح النعيمة، وقبل أن يشكّل مع الخليوي ثنائياً مؤثراً. وشارك الخليوي منتخب بلاده في 133 مباراة دولية منحت السعودية التأهل الى مونديالي الولاياتالمتحدة 1994 وفرنسا 1998، والفوز بكأس الأمم الآسيوية في الامارات 1996، وكأس العرب في قطر 1998 وكأس الخليج في الامارات 1994. ويرى المدافع المخضرم انه غير محظوظ في احراز الأهداف على رغم مشواره الطويل مع المنتخب، بيدَ أنه يستطيب اللعب ضد المنتخب الاسترالي الذي شهد مرماه إحرازه هدفين في شباكه هما حصيلته الكاملة طوال مبارياته الدولية فقد أحرز هدفاً من تسديدة رأسية في دورة اتلانتا الأولمبية 1996، وانتظر حتى بطولة كأس القارات في الرياض 1997، ليرلز هدفه الثاني في المرمى الاسترالي، ولكن هذه المرة بقدمه اليسرى، ومرت الكرة من بين قدمي حارس استراليا الشهير بوسنيتش. مدافع مؤثر ويتمتع الخليوي 75،1 م و70 كلغ بمواصفات مدافع مؤثر ما جعله هدفاً للكثير من الأندية التي حاولت ضمه من خلال مفاوضات نجح الاتحاديون في إبطال مفعولها كل مرة. وكادت مفاوضات المسؤولين في الهلال مع الخليوي ان تنجح في الموسم قبل الماضي لولا تدخل رئيس الاتحاد أحمد مسعود ونجاحه في تجديد التعاقد مع المدافع المخضرم بمقدم عقد كبير. وتربط الخليوي علاقة صداقة متينة مع زميله في الفريق أحمد جميل الذي رافقه في صفوف الاتحاد والمنتخب سنوات طويلة، ما جعلهما يشكلان قوة مؤثرة قادت الاتحاد الى الفوز بتسعة ألقاب منذ العام 1991. ويعتقد الخليوي انه استفاد كثيراً من خبرة جميل وطريقة لعبه، ويرى انها أثّرت في عدد مناللاعبين الشباب في الاتحاد. وعلى رغم شعبية الخليوي بين أنصار ناديه، فالبوادر تشير الى اتجاهه لإنهاء حياته الكروية خارج أسوار الاتحاد، الذي لن تتردد ادارته عن بيع عقده في مقابل صفقة جيدة، خصوصاً أن "العميد" بات يمتلك مدافعين شباناً جيدين قادرين على الاضطلاع بالدور ذاته.