} قدّم العاهل المغربي دعماً مطلقاً لرئيس وزرائه عبدالرحمن اليوسفي الذي يتعرض لانتقادات شديدة في أوساط حزبية وحقوقية وإسلامية، لكنه دعاه الى معالجة الملفات الاقتصادية من اجل استقطاب المستثمرين الاجانب. جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس دعمه رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي في مواجهة انتقادات زادت حدتها أخيراً إثر منع ثلاث اسبوعيات وحظر تجمعات لناشطين اسلاميين وحقوقيين. واعلن بيان رسمي ان العاهل المغربي عبر عن دعمه المطلق لليوسفي، ودعاه واعضاء حكومته الى الانكباب على الملفات الاقتصادية بهدف جلب الاستثمار وازاحة العراقيل التي تعترض هذا القطاع. وعلى رغم ان البيان الذي صدر اول من امس، عقب استقبال العاهل المغربي رئيس الوزراء في الديوان الملكي ركّز على "الانجاز الاقتصادي" المتمثل في نقل الحكومة 35 في المئة من رأس مال شركة اتصالات المغرب الى مؤسسة ايطالية، فان الدلالات السياسية ل"الدعم المطلق" الذي قدمه الملك لليوسفي ترمي بوضوح الى احتواء الانتقادات التي يتعرض لها رئيس الوزراء وحكومته من اطراف في المعارضة وفي الصحافة وجمعيات حقوق الانسان. وازدادت الانتقادات لليوسفي وحكومته خصوصاً بعد نشر رسالة نُسبت الى المعارض الفقيه محمد البصري وتضمنت مزاعم بتورط قياديين سابقين في "الاتحاد الاشتراكي"، بينهم اليوسفي، في مؤامرة الجنرال محمد اوفقير لاطاحة الملك الراحل الحسن الثاني العام 1972. وثارت تساؤلات في الأيام الماضية عن قرار اليوسفي منع اسبوعيات "لوجورنال" و"الصحيفة" و"دومان" تعاطت كلها مع رسالة البصري وهل جاء قرار المنع بعد تلقيه الضوء الاخضر من المراجع الرسمية العليا في القصر. وقال بعض المراقبين ان إعلان الملك دعمه الكامل لليوسفي في الظرف الراهن يرتبط بامكان تعرض البلاد لازمة حكومية في حال اختار رئيس الحكومة التنحي عن السلطة امام تزايد الضغوط الاعلامية والسياسية عليه، خصوصاً ان جهات أجنبية دخلت طرفاً في الموضوع وتحديداً بعض الرفاق القدامى لليوسفي في الحزب الاشتراكي الفرنسي. لكن قريبين من رئيس الوزراء اكدوا ل"الحياة" انه عازم على اكمال ولايته حتى الانتخابات الاشتراعية المقبلة العام 2002. واستدلوا على ذلك بتصريح اليوسفي لصحيفة "البايس" الاسبانية وجاء فيه انه يعمل من اجل ان تكون تلك الانتخابات "نزيهة وشفافة"، وانه يطمح لأن يكون "رئيس الوزراء الذي ينظم انتخابات عامة شفافة تماماً" وانه "قد يعتزل الحياة السياسية بعد ذلك". والاتحاد الاشتراكي الذي يتزعمه اليوسفي، مهتم منذ فترة بالاعداد لمؤتمره الوطني المقبل في نهاية آذار مارس المقبل. وسيكون هذا الحدث الأبرز في مسار الحزب منذ توليه مسؤولية الحكومة العام 1998. وكانت انباء تحدثت في الفترة الاخيرة عن "مرض" رئيس الوزراء المغربي وعن قلقه ازاء الانتقادات الموجهة اليه. لكنه ظهر الى جانب الملك محمد السادس أول من أمس في صحة جيدة، وبدا واثقاً من اكمال مشواره السياسي، مما يعني استبعاد فكرة "استقالته" التي يقول عنها مناصروه انها "أوهام تهدف الى نشر البلبلة وتعريض مسار الانتقال الديموقراطي الى هزة". ويشكل دعم العاهل المغربي لرئيس الوزراء وتجديده الثقة في حكومته اول لفتة سياسية منذ اندلاع الازمة الاخيرة، وكذلك منذ تعديل الحكومة خريف هذه السنة. ويسود اعتقاد بأن الدعم الملكي الجديد لليوسفي يعني استبعاد سيناريوهات متداولة حالياً في شأن امكان ارجاء موعد الانتخابات المقبلة.