تردّت الأحوال الاقتصادية في البلاد في السنوات الاخيرة، وترك انخفاض الفوائد على الليرة اللبنانية انعكاساً سلبياً على المصادر التقليدية لمداخيل المصارف اللبنانية، ما اضطر هذه الأخيرة الى الاستثمار في تنمية نشاطات مولّدة لعمولات وإيرادات أخرى. ولمّا كان بنك "عودة" توقّع حدوث هذا التحوّل، قرّر تنويع نشاطاته وتوسيعها في اتجاه العمليات المصرفية بالتجزئة. وكان البنك مهّد لهذا التوجّه بالاستثمار في بناء قاعدة معلوماتية متطورة منذ العام 1995 وبتوسيع شبكة فروعه منذ العام 1997. اعتمد البنك خطة أتاحت له أن يقدّم الى زبائنه خدمات فورية مباشرة عن طريق المصرف الالكتروني، وأن يستغلّ جيلاً ثانياً من أجهزة الصرّاف الآلي ATM. أما الخدمات التي تقدّمها هذه الأجهزة فمتنوعة، كالإطلاع على أرصدة الحسابات وطلب كشوفات موجزة وإمكان القيام بتحويلات بين الحسابات ومعرفة أسعار الصرف والاستعانة بالخدمة المصرفية الهاتفية وبآلة حاسبة لرسوم الميكانيك على السيارات. ولدى البنك في الوقت الحاضر 79 صرّافاً آلياً تشكّل 18 في المئة من الشبكة الوطنية و30 في المئة من اجمالي حجم العمليات عليها. ويقدّم البنك مجاناً خدمة مصرفية هاتفية Dial - Audi يستعملها زبائنه المنتسبون بمعدل 3 مرات شهرياً. ويؤمن الرمز السرّي المؤلف من 6 أرقام للزبائن سرّية تامة، فيتيح لهم الدخول الى حساباتهم لمعرفة ارصدتها، ومراجعة آخر العمليات المنفّذة، ببطاقات بنكرنت / فيزا الكترون التي يحملونها، وتغيير رمزهم السرّي الخاص بواسطة الهاتف، سواء في لبنان أو من الخارج. الاتصال الفوري المباشر On - Line خدمة مصرفية مجانية على شبكة الانترنت تسمح للزبائن بالإطّلاع على ارصدتهم ومراجعة العمليات المنفّذة بين تاريخين محدّدين، واختيار عملياتهم بحسب حاجاتهم. ويمكن أن تلقِّم العمليات المختارة عن بعد بواسطة برنامج اكسيل Excel، فتستطيع الزبائن مراجعة حساباتهم انطلاقاً من جهاز كومبيوتر في لبنان او الخارج، وبات 20 في المئة من الزبائن مشتركين في هذه الخدمة منذ اطلاقها عام 1999. ووقّع البنك اخيراً اتفاقاً مع شركة "مايكروسوفت" لتوحيد انظمة المعلوماتية لديه على قاعدة تكنولوجيات "مايكروسوفت"، وهو ينوي تشغيل نظم "ويندوز 2000" و"اوفيس 2000" و"باك اوفيس" في اجهزة الكومبيوتر. يقدم البنك الى زبائنه اهم بطاقات الائتمان، اي فيزا وماستر كارد وبنكرنت / فيزا الكترون واميركان اكسبرس. ولغاية حزيران يونيو 2000، اصدر البنك 53 في المئة من بطاقات بنكرنت / فيزا الكترون في لبنان و30 في المئة من البطاقات ذات الاستعمال الدولي. إضافة الى ذلك، اختارت "فيزا انترناسيونال" بنك "عودة"، الى جانب 6 مصارف لبنانية اخرى، للاشتراك في مشروع ريادي متعلّق بتداول الجيل التالي من بطاقات الائتمان واستخدامه، اي البطاقات ذات الجذاذة. واليوم، يفخر بنك "عودة" بأن لديه اوسع شبكة فروع تعمل بنظام الاتصال الفوري المباشر، وهي تضمّ 61 فرعاً عاملاً، و9 فروع مرشّحة للعمل في الاشهر ال12 المقبلة. قدمت شبكة الفروع والقاعدة المعلوماتية الجديدة الدعم الضروري لاطلاق العمليات المصرفية بالتجزئة. ثم ان تبديل صورة البنك واعادة تحديد مفهوم الفرع وتدريب موظفي الفروع على البيع والمنتوجات الجديدة واللجوء الى التسويق الهاتفي للمرة الاولى في لبنان... كلّها عوامل اسهمت في تحقيق هدف "عودة"، اي ان يصبح البنك رائد الخدمات المصرفية بالتجزئة في لبنان. على مستوى المنتوجات، انطلق البنك في العمليات المصرفية بالتجزئة منذ الفصل الثالث من 1998، مع "حساب اكسبرس" Express Account، الذي يجمع بين مرونة الحساب الجاري وحسنات الادخار. وهذا الحساب الشخصي، الفردي او المشترك، هو في متناول صاحبه على مدار الساعة 24 / 24 ساعة، طوال ايام الاسبوع، بفضل بطاقة مجانية من نوع بنكرنت / فيزا الكترون يمكن استخدامها للعمليات المصرفية اليومية. ويمنح حساب "اكسبرس" خصوصاً فوائد مرتفعة على الحسابات الجارية: 11 في المئة على الارصدة التي تزيد عن 5،7 مليون ليرة لبنانية و8 في المئة على الارصدة التي تتفاوت بين 5،1 مليون ليرة و5،7 مليون. اما الارصدة التي تفوق 5000 دولار اميركي، ففائدتها 5 في المئة في مقابل 4 في المئة على الارصدة التي تتفاوت بين 1000 و5000 دولار. في ايلول سبتمبر 1999، اطلق البنك، من خلال حملة اعلامية على نطاق وطني، نوعاً آخر من الحسابات الجارية هو Net Account لا تفرض وديعة دنيا الزامية. ويمنح هذا الحساب الزبائن فائدة بمعدل 8 في المئة على الحسابات بالليرة اللبنانية التي تزيد ارصدتها عن المليون ليرة. اما التجديد الاهم في هذا الحساب فهو يتيح لاصحابه الدخول المجاني وغير المحدود الى شبكة الانترنت. فأحدث هذا المنتوج ثورة حقيقية في كلفة الاشتراك بشبكة الانترنت في السوق اللبنانية، اذ ادرك مقدّمو هذه الخدمة المكاسب التي ينطوي عليها خفض تكاليف الاشتراك على نحو يجعل الانترنت في متناول الجميع. واسفر نجاح هذه الخدمة عن جذب زبائن جدد الى البنك. زد على ذلك، ان حساب Net Account يشمل منافع مهمة، ابرزها تقديم بطاقة مجانية من نوع بنكرنت / فيزا الكترون وبطاقة انترنت مصدّقة سلفاً بقيمة 20 دولاراً في السنة. واستكمالاً لمزايا هذا الحساب، اطلق البنك قرضاً خاصاً لشراء اجهزة الكومبيوتر الشخصي من طراز Pentium III 450 MHZبسعر مخفوض قيمته 99 دولاراً شهرياً لمدة 12 شهراً. وبلغ الطلب حدّاً دفع البنك الى اطلاق موجة ثانية من هذه القروض على اجهزة Pentium III 550 MHz بالاقساط الشهرية نفسها، إنما على 15 شهراً. في تشرين الثاني نوفمبر 1999، اطلق البنك حسابه الاول للتسليف المتجدّد، باسم "سلف"، ويخضع لشرط واحد هو: توطين الراتب لدى بنك "عودة". ويضع هذا المنتج في تصرّف الموظفين والمستخدمين قرضاً قابلاً للتجديد يساوي ثلاثة اضعاف راتبهم الشهري، وهو يتيح لهم ادارة ميزانيّتهم على نحو افضل ويمنحهم مرونة كاملة في التسديد بحسب امكاناتهم. يستفيد الزبائن المنتسبون الى برنامج "سلف" من فوائد دنيا على المبالغ المكشوفة: 10 في المئة على الحسابات بالدولار و15 في المئة على الحسابات بالليرة اللبنانية، ويستفيدون من فوائد عالية على الحسابات الدائنة: 4 في المئة على الحسابات بالدولار للارصدة التي تزيد عن 1000 دولار و8 في المئة على الحسابات بالليرة اللبنانية للارصدة التي تزيد عن المليون ليرة. اطلق برنامج "سلف" بالتزامن مع برنامج توطين الرواتب الموجّه للمؤسسات، والذي يتيح لهذه الاخيرة تنظيماً افضل لدفع رواتب مستخدميها وتخفيف معاملته المحاسبية والادارية. ويمكن ان يتم تبادل المعلومات بين الشركة والبنك الكترونياً، بواسطة اسطوانة او بالبريد الالكتروني، ويمكن أن يركّب مجاناً برنامج معلوماتي تطبيقي في مكاتب المؤسسة. ودفع توزيع النشاطات المصرفية بالتجزئة البنك في تموز يوليو 1999 الى اطلاق برنامج "أمان"، وهو مجموعة منتوجات تأمينية مصرفية، مقدّمة بالتعاون مع الشركة الوطنية للضمان "سنا"، التي هي احدى اهم شركات الضمان، اذ بات للبنك مساهمة استراتيجية نسبتها 10 في المئة. وتضم تشكيلة المنتوجات التأمينية المصرفية "أمان الآفاق" برنامج للادخار التقاعدي، "أمان الاجيال" برنامج لتمويل التعليم، "أمان الحياة" تأمين على الحياة، "حزام الأمان" تأمين على السيارات، "أمان الدرب" تأمين ضد الحوادث الشخصية. وفي 6 كانون الثاني يناير 2000، اشترى البنك 75،99 في المئة من اسهم الشركة اللبنانية - العربية للتأمين ليبانو أراب. ثم، في أيلول سبتمبر من العام الجاري، وسع البنك واللبنانية - العربية تشكيلة المنتوجات التأمينية المصرفية باستحداث "امان الدار" تأمين ضد الحريق و"أمان الخدمة" تأمين على الخدم الاجانب وفقاً لشروط وزارة العمل، فباتت حصة بنك "عودة" بفضل منتوجاته السبعة هذه تساوي 25 في المئة من سوق المنتوجات التأمينية المصرفية في لبنان. وقد ادى قرار بنك "عودة" بتنمية النشاطات المصرفية بالتجزئة ونشاطات اسواق المال، الى زيادة العمولات والايرادات المختلفة من الناتج المصرفي الصافي من 19 في المئة في 1998 الى 23 في المئة في 1999. ويسعى البنك الى رفع هذه النسبة لغاية 30 في المئة في مستقبل قريب. اثبت قسم الخزينة واسواق رأس المال لدى بنك "عودة" ريادته في السوق المحلية، اذ بلغت حصته من نشاطات بورصة بيروت 23 في المئة في 1999. الى ذلك، فان القسم قادر على تلبية حاجات زبائنه بابتكاراته في مجال الهندسة المالية. فالبنك يحرص على ان يؤمّن لزبائنه الحصول على احدث التقنيات التي من شأنها تحسين مداخيلهم مع ابقاء مخاطرهم في مستويات مقبولة. ومن ابرز الانجازات المحقّقة منذ تموز 1999: - إصدار "اورو شهادات ايداع" بقيمة 100 مليون دولار لمدة 10 سنوات من جانب بنك "عودة" للاعمال. - اطلاق "هارفست"، وهو اول منتوج ادخاري - استثماري برأسمال مضمون، مربوط بمؤشرات دولية هي Dow Jones, Eurostoxx, S& P 500, Nikkei 225. - إصدار سندات سينور / جونيور بقيمة 300 مليون دولار. إن النشاطات المصرفية بالتجزئة ونشاطات اسواق رأس المال تستند الى دعم خليّة التحليل الاقتصادي التي انشئت عام 1991 لتحليل البيئة الاقتصادية المصرفية ومراقبتها في لبنان. فمنذ سنوات عدة، اصبح تقريرنا الاقتصادي الفصلي مصدراً لا غنى عنه على الصعيدين المحلي والدولي، لاي معلومات موثوقة عن الوضع الاقتصادي للبلاد، وغدت قاعدة المعلومات المكونة لدى هذه الخليّة مرجعاً للمحلّلين والمستثمرين، المحليين والدوليين. في الواقع، ان المجتمع الدولي اعترف بانجازات البنك، وأحرزنا اخيراً ثلاث جوائز بارزة، هي "جائزة مصرف العام 2000" في لبنان التي تمنحها مجلة The Banker الصادرة عن مجموعة "فايننشال تايمز"، ولقب "افضل مصرف محلي في لبنان" الذي تمنحه مجلة "يوروماني"، وكان من نصيبنا للمرة الرابعة في خمس سنوات، إنما بالشراكة هذه السنة مع بنك "لبنان والمهجر". وأخيراً، نال مصرفنا التابع بنك "عودة للاعمال" لقب "افضل مصرف استثمار محلي في لبنان" من جانب "يوروماني".
