} استشهد فلسطينيان واعتبر ثالث ميتاً سريرياً وجرح نحو 40 آخرين نتيجة اطلاق قوات الاحتلال الاسرائيلي النار عليهم امس في حادثين منفصلين كان احدهما معركة بين قوات الاحتلال والفلسطينيين استمرت خمس ساعات في مدينة رفح قرب الحدود المصرية استخدم الاسرائيليون فيها مئات الجنود والدبابات. انطلق عشرات الفلسطينيين المسلحين المدنيين والعسكريين عند السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي 4 ت.غ مع آلاف المواطنين الى المناطق الواقعة بين بوابة صلاح الدين، وبلوك "J" غرب المدينة، وعلى طول الشريط الحدودي، للتصدي لقوات الاحتلال التي حضرت الى المنطقة المذكورة وتمركزت بين صفين من الاسلاك الشائكة يمثلان الشريط الحدود يالفاصل بين فلسطين ومصر، وتسيطر عليه الدولة العبرية، بهدف اعادة ربط الاسلاك، وسد الثغرات التي احدثها المتظاهرون الفلسطينيون منذ بدء اندلاع انتفاضة الأقصى. وشارك في العملية مئات الجنود الاسرائيليين، اضافة الى نحو 12 دبابة وآلية عسكرية، في مشهد استعراض للقوة بهدف ارهاب الفلسطينيين. وعلى رغم الحشد العسكري الاسرائيلي الكبير، الممتد على طول نحو كيلومتر واحد تقريباً من المسافة الفاصلة بين بوابة صلاح الدين ومخيم اللاجئين بلوك "J" فإن المسلحين الفلسطينيين الذين جاؤوا من أرجاء المدينة اشتبكوا مع قوات الاحتلال على طول خط الجبهة المذكور. ودارت اشتباكات متقطعة استمرت حتى الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، الا انها زادت حدة في ما بعد. وجرى تراشق كثيف بالنيران بين الطرفين استمر حتى ساعات ما بعد الظهر، اسفر عن استشهاد الفتى هاني يوسف الصوفي 14 عاماً جراء اصابته برصاصة في رأسه. ولجأت قوات الاحتلال مجدداً الى قصف منازل المواطنين الواقعة على طول الشريط الحدودي، ما أدى الى تدمير عدد من المنازل كلياً وجزئياً، واصابة عدد من المواطنين بجروح، وأصيب اثنان من اشقاء الشهيد الصوفي بشظايا جراء القصف المدفعي والصاروخي لمنزل عائلتهم، فيما بلغ عدد المصابين في المواجهات نحو 40 مواطناً، احدهم في حال الخطر الشديد نتيجة اصابته بطلق ناري في الرأس، ولا يزال يرقد في قسم العناية المكثفة بمستشفى الشفا، بمدينة غزة ويدعى عوني زنون 27 عاماً. ومنع اطلاق النار بكثافة من قبل الفلسطينيين دون تمكن جنود الاحتلال من تنفيذ مهمتهم، ولم تسعفهم دباباتهم وصواريخهم وقذائفهم المدفعية، وانسحبوا الى مواقعهم وعادوا يجرون ذيول الفشل الذريع. وشهدت المدينة التي يزيد عدد سكانها عن مئة ألف نسمة، في مرات سابقة محاولات اسرائىلية لسد الثغرات، واقامة نقاط ابراج مراقبة جديدة على طول الشريط الحدودي لكن من دون جدوى. ويوجد مسلحون فلسطينيون بصورة شبه دائمة على طول الشريط الممتد من شاطئ بحر رفح غرباً الى "خط الهدنة" شرقاً بطول يصل الى نحو 8 كيلومترات، وهم يطلقون النار في اتجاه سيارات المستوطنين والسيارات العسكرية التي كانت تمر بين صفي الاسلاك الشائكة، قبل اندلاع الانتفاضة. وهدم هؤلاء أجزاء من هذه الاسلاك، ما أدى الى حرمان اليهود من التنقل عبر الطريق الذي يربط الخط الاخضر بالمستوطنات غرب القطاع. من جهة اخرى، سقطت قذيفة مدفعية في أحد شوارع المدينة ما أدى الى اصابة الطالبات الشقيقات سلوى وليندا ولينا المصري 11 و12 و13 عاماً على الترتيب بجروح متوسطة جراء اصابتهن بشظايا. وكانت قوات الاحتلال استبقت عملية سد الثغرات في الشريط الحدودي، بقصف عدد من المنازل في حي قريب من حي تل السلطان غرب المدينة القريب من مستوطنة "رفيح يام" تعني بحر رفح، وذلك من موقع عسكري يقوم فوق تلة تحتوي على آثار قديمة تعود الى ما قبل الميلاد، تسمى "تل زعرب" نسبة الى احدى عائلات المدينة. واستشهد مواطن ثان من مدينة رفح في حادث منفصل وقع قرب مفترق الشهداء جنوب مدينة غزة، يدعى رفعت فيصل أبو مرزوق 22 عاماً، فيما اصيب الشاب نضال حسين أبو عون واعتبر ميتاً سريرياً وهو يرقد الآن في مستشفى الشفاء في مدينة غزة. واستشهد أبو مرزوق وأصيب أبو عون فيما كانا يستقلان سيارة تابعة لمديرية الدفاع المدني مع تسعة آخرين من زملائهم، كانوا في طريقهم من مدينة رفح الى مدينة غزة حيث يعملون. وقال احد زملائهما للصحافيين ان جنود الاحتلال المتمركزين في الموقع العسكري المقام عند احد طرفي مفترق الشهداء اطلقوا نيران اسلحتهم الرشاشة في اتجاه سيارة الدفاع المدني التي كانوا يستقلونها فجأة من دون سابق انذار ومن دون أي مبرر. ونددت مديرية الدفاع المدني، ومديرية الأمن العام بالحادث، الذي وصفتاه بأنه مقصود وغير مبرر. ووصف اللواء الركن عبدالرازق المجايدة مدير الامن العام في بيان صحافي، الحادث بأنه متعمد، مشيراً الى ان قوات الاحتلال حاولت "قتل اكبر عدد ممكن من المواطنين العزل"، ووصف الحادث بأنه "عمل ارهابي". من جانب آخر، اطلقت قوات الاحتلال الموجودة قرب مدخل المنطقة الصناعية "ايريز" شمال قطاع غزة النار في اتجاه العمال الفلسطينيين العاملين في المنطقة، لدى توجههم الى أماكن عملهم في ساعة مبكرة من صباح امس فأصابت ثلاثة منهم بجروح. ووقع الحادث عندما احتج العمال الفلسطينيون على استخدام قوات الاحتلال الكلاب البوليسية المدربة في فحص حاجيات وملابس وأجساد العمال بحجة الفحص الأمني، الأمر الذي يرفضه العمال بشدة.