صدر عن (مركز حمد الجاسر الثقافي) بالرياض كتاب (معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر) لمؤلفه الشيخ سعد بن جنيدل، تحدث فيه عن اكثر من (130) موضعا من الأماكن التي تغنى بها شعراء المعلقات العشر في مجلد بلغ (627 صفحة) مشتملة على فهارس شاملة للكتاب. وقد قدم للكتاب معن بن حمد الجاسر، الأمين العام لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية، الذي اوضح ان هذا الكتاب سيكون باكورة الانتاج لسلسلة من المؤلفات التاريخية والأدبية التي سيقوم (مركز حمد الجاسر الثقافي) بطباعتها خدمة لتراث الامة العربية والاسلامية. وبين الجاسر ان من اهداف المركز حفظ تراث الشيخ حمد الجاسر، والمساهمة في نشر وطباعة الكتب المتعلقة باهتماماته من ادب ولغة ومواضع وتاريخ، وخاصة ما يتعلق بتاريخ الجزيرة العربية، وكتاب (معجم الأماكن) يصب في هذا الباب ويخدم جانبا من جوانبه. ويعد مؤلف الكتاب الشيخ سعد بن عبدالله بن جنيدل احد الرواد الاوائل في المواضع والمواقع التاريخية والجغرافية فهو باحث واديب ومؤرخ ورحالة وجغرافي وجامع للروايات الشفهية والاشعار الشعبية، وقد سبق ان اخرج كتابه (معجم عالية نجد) في ثلاثة اجزاء ضمن موسوعة (المعجم الجغرافي للبلاد السعودية) التي دعا لتأليفها الشيخ حمد الجاسر رحمه الله، كما انه له عدة كتب عن مناطق المملكة وعن شعراء شعبيين وموسوعة عن التراث ومعجم عن الامكنة الواردة في القرآن الكريم وفي صحيح البخاري، ويعكف حاليا على اخراج معجم عن الامكنة الواردة في صحيح مسلم. عرف الشيخ سعد بن جنيدل بدقته في تحديد المواضع وربط حاضرها بماضيها، والوقوف عليها بنفسه مما اعطى (معجم الأماكن) طابعا خاصا كما ان صدور كتابه متأخرا جعل المؤلف يطلع على كثير من المصادر التي نشرت لاحقا، واقوال المحققين في نصوصها. وقد اوضح المؤلف في مقدمته ان جغرافية المواضع من العلوم التي عني بها علماء المسلمين، والفوا فيها مؤلفات قيمة في وقت مبكر من تاريخ الامة الاسلامية، وتحدثوا عن تلك المواضع، وجاء ما الفوه مكملا بعضه بعضا، مشتملا على رصيد كبير من الشعر العربي الذي استعانوا به كشواهد على تحديد المواضع. وينبه الشيخ ابن جنيدل الى ان الباحث والمهتم ربما وهم او وقع في شيء من الاخطاء نتيجة الروايات المختلفة للشعر العربي، او نتيجة تعدد المسميات في اسم واحد، او نتيجة تغير الاسماء، ولابد من بحث الروايات المختلفة وتطبيقها تطبيقا موضعيا والاستعانة بالقرائن والمسح الميداني حتى يكون الباحث على بصيرة من الأمر. ويشير المؤلف الى ان الاماكن الواردة في المعلقات العشر وردت في كتب المؤرخين القدامى متفرقة - دون ان يهتموا بها اهتماما خاصا - وكان اول من اعتنى ببحثها بحثا مقصودا هو الشيخ محمد بن بليهد في كتابه (صحيح الأخبار) اذ ركز على المواضع الواردة في المعلقات العشر وبحث المواضع الواردة في شعر شعرائها العشرة. ويقول الشيخ ابن جنيدل (ص8) من الكتاب: اما الطريقة التي اتبعتها في بحث هذا المعجم فانها لاتختلف عن الطريقة التي اتبعتها في تأليف كتابي (معجم عالية نجد) غير ان (معجم عالية نجد) كانت النصوص الشعرية ترد فيه كشواهد على تحديد المواضع، بينما في هذا المعجم اتخذت البيت الشعري الذي ورد فيه ذكر الموضع في المعلقات العشر اساسا للبحث، واوردت من الشواهد ما امكنني ايراده، وذلك لان بحوث هذا المعجم استهدفت مواضع المعلقات، وصفا وتحديدا. وقد اتبع الشيخ ابن جنيدل في بحثه الخطوات التالية: 1- حصر المواضع الواردة في المعلقات العشر، التي بلغت (135) موضعا، ثم ترتيبها ترتيبا هجائيا. 2- جعل كتاب (شرح التبريزي للمعلقات العشر) اساسا في رواية الأبيات، والاطلاع والبحث عن الروايات الاخرى في الشروح الاخرى، وفي الكتب الادبية وفي دواوين شعراء المعلقات. 3- وصف كل موضع وصفا جغرافيا، وتحديده تحديدا - قدر الاستطاعة - يمكن القارىء والباحث من معرفته منسوبا الى المنطقة التي يقع فيها او المدينة القريبة منه. وقد فرغ المؤلف من تأليف هذا الكتاب عام 1407ه ثم قامت جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض بطباعته عام 1411ه في (250 صفحة) ثم اخرجت له فهارس عن طريق الدكتور علي بن حسين البواب عام 1413ه في (120 صفحة) تحوي فهارس مفصلة للحديث والأمثال والأشعار والأعلام والمواضع والقبائل والكتب بالاضافة الى اكثر من (130) خطأ مطبعيا، في الطبعة السابقة. وبعد مضي (14 سنة) على طباعة الكتاب، وبعد نفاد نسخه كثر طلب الباحثين له، فقرر مركز حمد الجاسر طباعة الكتاب في (627 صفحة) مشتملا على الفهارس - التي كانت سابقا في كتاب مستقل - وصححت جميع الأخطاء التي وردت الاشارة اليها في الفهارس، بالاضافة الى اخطاء اخرى بلغت الاربعين، صححها المؤلف في نسخته الخاصة، وقام بمتابعة تصحيحها والاشراف على طباعة الكتاب الاستاذ خالد بن زيد المانع، الباحث في مركز حمد الجاسر الثقافي في الرياض. الكتاب: معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر المؤلف: سعد بن جنيدل الناشر: مركز حمد الجاسر الثقافي