رسم وزير الصحة الفلسطيني الدكتور رياض الزعنون صورة مأسوية للأوضاع التي تعيشها آلاف الأسر الفلسطينية حالياً، وقال ل"الحياة" في الدوحة أمس ان 250 ألف أسرة عامل توقفت أعمالهم لم يدخل جيبها دولار واحد منذ 29 أيلول سبتمبر الماضي عندما اطلق الاسرائيليون النار على الركع السجود في المسجد الأقصى. اشار الدكتور الزعنون الى أن بين هؤلاء العمال 120 ألفاً منعتهم اسرائيل من الذهاب الى أعمالهم داخل الخط الأخضر و"130 ألف عامل فقدوا وظائفهم لدينا عندما توقفت المصانع بسبب منع دخول المواد الأولية الى القدس والضفة وغزة حيث اضطر أصحاب العمل الى ايقاف العمال عن العمل". وقال الوزير الفلسطيني الذي يرأس وفداً فلسطينياً كبيراً يقوم بجولة عربية شملت حتى الآن مصر والامارات وسيزور البحرين بعد الدوحة: "اننا لاحظنا مع احترامنا لكل اخواننا العرب أنهم يطالبوننا بارسال اسماء الشهداء والجرحى" وتساءل: "هل استمرار الانتفاضة يتم بدعم هذه الشريحة فقط؟". وأكد: "اننا نريد أن نوضح ان استمرار الانتفاضة يتم إذا كفل الأخ العربي والمسلم الإعاشة في حدها الأدنى لأسر العمال". وبدا حديث الزعنون بمثابة صيحة فلسطينية جديدة لإنقاذ أسر فلسطينية تعاني أوضاعاً اقتصادية قاسية. وأضاف ان الوفد الذي يرأسه يمثل لجنة الاغاثة الفلسطينية العليا، وسيزور الوفد بعد عيد الفطر السعودية وسلطنة عمان واليمن. وشدد على "اننا بصدورنا ودمائنا جاهزون لمواجهة الاسرائيليين وان اسمى أمانينا أن نستشهد على ثرى القدس دفاعاً عنها فهذا قدرنا وشرف شرفنا الله به، لكن لكي تستمر هذه الانتفاضة لا بد من الدعم العربي". وقال ل"الحياة": "استقبلنا خلال سبعين يوماً 16500 جريح وتم إخلاء 484 حالة الى الدول العربية والاسلامية بينها قطر وعادت بعض الحالات سالمة". لكنه لفت الى أن الاسرائيليين يمنعون الآن نقل الجريح من رفح الى خان يونس بسيارة الاسعاف وهذا يحدث أيضاً في الضفة والخليل ورام الله وبيت لحم. وكشف ان الجنود الاسرائيليين اطلقوا النار والقذائف على سيارات اسعاف مما أدى الى شقها الى نصفين. وسئل عن أدوية متراكمة على الحدود، فقال ان مخازن العريش تضم 80 طناً من الدواء اضافة الى 18 سيارة تبرع بها بعض الجهات، وهناك مساعدات مكدسة في الأردن بينها 12 سيارة اسعاف مشيراً الى عمليات تعويق لأسباب مختلفة تحول دون وصول هذه الامدادات. لكنه أكد انه لا يوجد نقص حالياً في الدواء في مناطق السلطة الفلسطينية وقال: "ان الفضل يعود الى الدول العربية والاسلامية التي أمدتنا بالطائرات وعن طريق البر". وأضاف: "اننا لا نعاني ندرة في الكادر الطبي"، مشيراً الى "استيعاب 530 كادراً طبياً للعمل في المستشفيات أطباء وممرضون". وفيما وصف الزعنون الأوضاع الصحية بأنها "صعبة" قال ان شهداء الانتفاضة يتجاوز عددهم حتى الآن 322 "وهناك زيادات مقبلة اذ ان بعض الناس دفنوا في القرى خوفاً من البطش الاسرائيلي كما ان المفتشين الصحيين يقومون بعمليات التوثيق حالياً". وتابع ان "الناس من أصغر طفل الى أكبر رجل وامرأة وصلوا الى قناعة ان القضية لن تحلها مفاوضات لا يدعمها الا شلال دم تماماً كما حدث في جنوبلبنان"، لافتاً الى أن ما عرض على الرئيس ياسر عرفات في مفاوضات كامب ديفيد "تم في اطار ضغوط شديدة مورست عليه". وقال ان هناك قضايا حساسة لا يمكن حلها حول طاولة المفاوضات إذا لم تكن مرجعيتها قرارات الأممالمتحدة.