أكد مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية أن نصب كمين للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية شكل تكريساً لحال الحرب التي فرضتها إسرائيل على الفلسطينيين. وحض حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" على الانضمام إلى منظمة التحرير بعد لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رئيس المكتب السياسي ل"حماس" خالد مشعل في الدوحة أول من أمس. وانتقد الحسيني في حديث ل"الحياة" بطء العرب في دفع التعهدات المالية التي قطعوها على أنفسهم تجاه الانتفاضة في قمة القاهرة الأخيرة، وشدد على أن لا عودة للمفاوضات مع إسرائيل ما لم تقبل تنفيذ القرار الرقم 242 وليس معاودة التفاوض عليه. واعتبر أن تغييب الفلسطينيين من اللجنة التي قررت القمة الإسلامية تشكيلها لزيارة الأممالمتحدة والبلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن سيشكل، إذا ما تم، "مهزلة". وفي ما يأتي نص الحديث: ما هي دلالات التصعيد الإسرائيلي المتمثل بقرار غلق مدن الضفة؟ - هذه قوات احتلال لا تفهم إلا لغة القمع والإقفال والقتل، وعليه فهي غير مهيأة وغير مؤهلة لاعتماد ردود فعل سياسية على الانتفاضة. هل معنى ذلك أن العودة إلى العملية السياسية غير واردة في المرحلة المقبلة على رغم الجهود الأميركية؟ - طبعاً، لأنه إذا لم تعلن إسرائيل موافقتها على تنفيذ القرار الرقم 242 وليس على التفاوض مجدداً على هذا القرار، فإن الأمور لن تتغير عما هي عليه الآن. وما زالت المواقف الإسرائيلية في هذا المجال تنطلق من عنجهية المحتلين ومنطق القوة والغرور والنظرة العنصرية للآخرين، فعندما يسقط مئتا شهيد فلسطيني لا تعير لهم أية قيمة فيما هي تقيم الدنيا ولا تقعدها بسبب مقتل جندي أو مستوطنة إسرائيلية. هل يعكس مقتل الإسرائيليين الأربعة أول من أمس بعد نصب كمين لهم مقدمة لتصعيد أعمال المقاومة؟ - هم الإسرائيليون بدأوا الحرب، فقد فتحوا المعركة مثلاً مع حركة "فتح" عندما اغتالوا أحد قادتها الميدانيين، ما شكل مؤشراً إلى بدء سلسلة من الاغتيالات السياسية ترمي لتصفية قيادات الحركة، ومن ثم فإن رد الفعل الفلسطيني كان طبيعياً، بل هم المسؤولون لأنهم حملوا "فتح" على الانتقال من شكل الانتفاضة والمظاهرات إلى شكل المواجهة العسكرية. ما هي المطالب الأميركية للقيادة الفلسطينية من أجل "ضبط" القيادات الميدانية للانتفاضة؟ - قام الفلسطينيون بالانتفاضة لأنهم وجدوا أشياء غير سليمة على الأرض، وبالتالي فإن المواطن الفلسطيني لن يتوقف عن انتفاضته ما لم يلمس تغييراً حقيقياً على الأرض ولا يمكن ان يستجيب للضغوط أياً كانت وهو لا يرى سوى التطورات السلبية كل يوم. هل الرد على التصعيد الإسرائيلي يعني غض النظر في الأمد المنظور على خطوة إعلان الدولة الفلسطينية؟ - اعتقد أن علينا الآن ممارسة السيادة على الأرض لأننا أعلنا عن قيام الدولة الفلسطينية منذ العام 1988. ما هي النتائج السياسية للقاء عرفات - مشعل في الدوحة؟ هل هو مقدمة لصفحة جديدة في العلاقات بين السلطة الفلسطينية وحركة "حماس"؟ - دعونا دائماً حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لكي تنضما إلى منظمة التحرير وتعملا من داخلها مثل الجبهتين الشعبية والديموقراطية، فإذا كان مثل هذا اللقاء سيؤدي إلى تكريس قيادة فلسطينية واحدة تتخذ القرارات وتجاوز تعدد القيادات، فهذا تطور ايجابي. أما إذا أصرت "حماس" على أن تبقى تحلق في فضائها الخاص فهذا لن يفيد القضية الفلسطينية. هل يمكن أن يؤثر هذا التقارب في إصلاح العلاقات الفلسطينية - السورية؟ - كل ما قيل في شأن منظمة التحرير من كونها غير مقاتلة وتريد أن تصفي القضية الفلسطينية وتقدم تنازلات متتالية، ثبت أنه غير صحيح. وأعتقد أن على الجميع أن يتعاطوا مع الواقع مثلما هو على الأرض، وهو أن حركة "فتح"، وبالتالي ياسر عرفات، هي التي تقود الساحة الفلسطينية، ونأمل من الجميع بأن يضعوا تحليلاتهم السابقة جانباً ويتعاملوا مع منظمة التحرير التي أثبتت في الواقع أنها لم تتنازل ولا توجد "سلسلة تنازلات" مثلما قيل في الماضي. بوصفك مسؤولاً عن ملف القدس، هل تعتقد أن ما تقرر في القمة العربية في شأن دعم القدس قد نفذ؟ - لم ينفذ، ونحن نريد أن نرى التنفيذ. عملياً كيف يكون التنفيذ؟ - هناك مبالغ أعلن عن رصدها خلال القمة، لكن لم يجمع منها حتى الآن سوى أربعمئة مليون دولار فقط من السعودية والإمارات. ما هو الافق السياسي للانتفاضة؟ - هذه هي حرب الاستقلال. وهل ستحقق أهدافها مع الانتفاضة الثانية؟ - بلى، ستصل إلى الهدف، فعندما تقرر الشعوب إدراك غاية ما، لا تستطيع أي قوة أن تعطل حركتها حتى لو كانت تملك إمكانات أكبر منها، وهذا درس نستخلصه من تجارب جميع الشعوب. هل فترة الفراغ السياسي في البيت الأبيض بين إدارتين هي التي حفزت الفلسطينيين على إطلاق الانتفاضة؟ - لا، فهذا التحرك بدأ في وقت سابق. وبالعكس شكل غياب قرار أميركي حاسم في الاتجاه الصحيح عنصراً جعل الانتفاضة تستمر. هل سيشارك الفلسطينيون في الوفد الوزاري الإسلامي الذي سيزور الأممالمتحدة والبلدان الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن؟ - طبعاً، فليس منطقياً أن تتولى لجنة الدفاع عن القضية الفلسطينية في غياب أصحاب الشأن. وإذا لم يكونوا ممثلين؟ - ستكون مهزلة. هل أنت راضٍ على نتائج قمة الدوحة الإسلامية؟ - المهم أن تنفذ قراراتها، أما أن نكون راضين أو غير راضين فهذا موضوع آخر. نحن لن نرضى إلا عندما يُرفع العلم الفلسطيني على عاصمتنا. أما قبل ذلك فسننظر إلى كل شيء بوصفه خطوة تقربنا من الهدف لا أكثر. هل تخططون لاستخدام الانسجام بين القيادات الروحية الإسلامية والمسيحية في القدس لشن حملة إعلامية مضادة لإسرائيل في أوروبا؟ - الأصح أن نقول الإعلان عن الانسجام، لأنه ليس جديداً وإنما هو دائم. وأتصور ان التحرك الفلسطيني سيكون شاملاً ويشارك فيه المسلمون والمسيحيون على السواء، إن كان في إطار لجنة القدس أو المؤتمر الإسلامي، أو أي محفل دولي.