الناصرة - "الحياة" - دولة بأكملها تنتظر ما سينطق به مساء اليوم رجل عجوز يدير أمورها منذ أكثر من عشر سنوات، وسيقرر هذه المرة ايضا هوية حكومتها المقبلة. وتترقب الاحزاب السياسية في اسرائيل لون الدخان الذي سيرتفع من مقر مجلس الحاخامات الذي يقرر لحركة "شاس" الدينية الشرقية مواقفها. ويتحتم على رئيس هذا المجلس الحاخام عوفاديا يوسف ان يقرر اليوم هل يقبل انذار رئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو بأنه لن يرشح نفسه لرئاسة الحكومة إذا لم تجر انتخابات عامة ايضاً، ام يرفض الاذعان له. وتملك حركة "شاس" مفتاح الحل فهي تؤيد مبدئياً اجراء انتخابات لرئاسة الحكومة فقط إزاء خشيتها من خسارة عدد كبير من مقاعدها الحالية 17 لكنه ليس سهلاً أن تصر على موقفها هذا، وهو موقف مناقض لمواقف اليمين المسحوبة عليه والمنادية بانتخابات عامة. ورأى معلقون على الشؤون الحزبية ان مجلس الحاخامات قد يرفض انذار نتانياهو بحجة ان استطلاعات الرأي تفيد أن مرشح اليمين، أياً كان سيهزم ايهود باراك، رئيس الحكومة ومرشح "العمل" وانه بذلك يتحقق هدف قوى اليمين باسقاط باراك. ونتانياهو ليس الوحيد الذي ينتظر قرار الحاخام عوفاديا، فهناك ايضا رئيس الحكومة السابق وأبرز اقطاب العمل شمعون بيريز الذي عليه ان يقرر نهائياً هل سينافس باراك ومرشح اليمين بناء على قرار الحركة. ومن المرجح أن يتحمس بيريز لترشيح نفسه إذا ما تقرر رفض "شاس" حل الكنيست باعتبار أن بامكانه هزم مرشح ليكود ارئيل شارون او غيره. كما سيؤدي قرار بعدم حل الكنيست الى اعلان عدد من اقطاب ليكود للترشيح على زعامة الحزب ومنهم ليمور لفنات وسلفان شالوم ومئير شتريت الذين تجنبوا منافسة نتانياهو في أعقاب التوقعات بفوزه الأكيد بزعامة ليكود. وناشد وزير العدل يوسي بيلين امس بيريز عدم الترشح لمنع حدوث شقاق في صفوف حزب العمل، مدافعاً عن سياسة باراك التي تسير في اتجاه تحقق السلام. كما يلتزم ابراهام بورغ وحاييم رامون الصمت ويقفان موقف المتفرج. اما بيريز نفسه فاعترف بأنه يتخبط في اتخاذ القرار المناسب وأنه لن يعلن موقفه قبل التصويت في الكنيست بعد غد على مشروعي قانون في شأن السماح لمن ليس عضواً في الكنيست الترشيح، وحل الكنيست أو عدمه. ورغم استطلاعات الرأي التي تؤكد تعاظم شعبيته، يتأنى بيريز كثيراً وهو الذي اكتوى بنار الاستطلاعات في انتخابات العام 1996 التي تنبأت له بفوز أكيد على نتانياهو وهو القائل ان "الاستطلاعات كالعطور" جيد ان تقترب منها، لكن حذار من شربها"