كثرت الإصابات في الملاعب السعودية في الموسمين الماضيين، وكانت لنجوم الاندية الكبيرة "حصة الأسد" ومنهم فؤاد أنور وفهد المهلل ونواف التمياط وإبراهيم ماطر وخالد التيماوي وأحمد جميل، ما جعل الوسط الرياضي يغلي من القلق على مصير تلك الكوكبة. ويعتقد الكثيرون ان من أسباب "تفشي" هذه الاصابات سوء ارضية استاد الملك فهد الدولي. "الحياة" التقت البروفسور السعودي الشهير سالم الزهراني الذي أشرف على علاج عدد من نجوم الكرة السعودية، ومنحه الأمير سلطان بن فهد وسام الجراح السعودي العالمي نظراً لنجاحاته الكثيرة. وكشف الزهراني أن معظم الإصابات في الملاعب السعودية وأكثرها شيوعاً هي إصابات "الركبة"، مشيراً الى إنه نجح في إجراء عمليات للرباط الصليبي لنواف التمياط وتركي الصويلح وفهد المهلل وغيرهم. ونفى الزهراني أن تكون إصابة الركبة بداية النهاية لأي نجم واستشهد بمستوى وأداء التمياط في الوقت الراهن، واعترف الزهراني أن معظم النجوم المحليين كانوا يفضلون علاج إصاباتهم في اوروبا والولاياتالمتحدة، ولكنهم بدأوا يفكرون في إكمال مراحل علاجهم في السعودية بعد تجربة ومعاناة اللاعبين ابراهيم ماطر وفهد المهلل في العلاج خارج الحدود، اضافة الى النتائج الجيدة التي حققت محلياً. وكشف الزهراني ان ناديي الهلال والشباب لا يتعاقدان مع لاعبين اجانب أو محليين الا بعد ان يمنحهما شخصياً الضوء الاخضر، وقال: "هكذا لم يتعاقد الهلال مع البرازيلي فيليو في الموسم الماضي بسبب التقرير الذي قدمته عن حال اللاعب، ولم يتعاقد الشباب مع النيجيري رشيد ياكيني الا عقب خضوعه لكشف الطبي، والتأكد من أنه لم يكن يعاني من إصابة مزمنة قديمة". وأضاف أن معظم اللاعبين الاجانب الذين تعاقد معهم الهلال والشباب هذا الموسم خضعوا للكشف الطبي بواسطته. رداءة الاحذية وحول ما يتردد على ألسنة بعض مسؤولي الأندية من أن أرضية استاد الملك فهد هي سبب بعض إصابات النجوم، قال الزهراني: "شكلت لجنة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، للتأكد من صحة تلك الادعاءات، وكشف تقريرها سلامة ارضية الملعب"، وأضاف: "أحب أن أوكد هنا أن معظم إصابات "الركبة" تأتي من رداءة الحذاء وليست من أرضية الملعب، إن إصابات فهد المهلل الأولى كانت في ملعب الأمير فيصل بن فهد، وليست في ملعب الملك فهد الدولي". وتمنى الزهراني أن تتبنى الشركات ما يسمى بتأمين إصابات الملاعب كما هي الحال في مجالات التأمين الأخرى، مؤكداً أن تأمين اللاعب على سلامته من الاصابات سيسهم في حل كثير من المعضلات التي تواجهه. وفي ختام حديثه، كشف الزهراني أن هناك فرقاً كبيراً في كلفة اجراء العمليات الجراحية في المملكة والدول الأوروبية والولاياتالمتحدة، وضرب مثالاً على ذلك بأن تكاليف عملية الرباط الصليبي في المملكة لا تتجاوز عشرة آلاف ريال بينما تصل إلى 120 ألفاً في الولاياتالمتحدة، لكن المشكلة ان الثقة لم تترسخ بعد عند إدارات الأندية المحلية وحتى عند بعض اللاعبين.