أصبحت الجماهير الرياضية بمختلف فئاتها تضع أيديها على قلوبها بمجرد سقوط لاعب أثناء المباراة بسبب الإصابة خوفاً من أن تكون هذه الإصابة "قطع في الرباط الصليبي"، والذي ضرب أطنابه أقدام اللاعبين السعوديين هذا الموسم بشكل كبير ويثير القلق. وشهد هذا الموسم حتى الآن إصابة قرابة ال13 لاعباً جميعهم من اللاعبين السعوديين. ومن أهم أسباب الإصابة بالرباط الصليبي هي سوء أرضية الملاعب التي دائماً ما تسبب بعض التواء مما يؤثر على الأربطة في الركبة وتعرضها للتمزق والقطع أحياناً، ويأتي بعدها عدم التزام اللاعبين بالبرنامج الغذائي الذي يسهم في المحافظة على نفسه من خطر الإصابات، يأتي بعدها السهر وبعض السلوكيات الخاطئة.
إصابات هذا الموسم: شهد هذا الموسم الكثير من الإصابات بالرباط الصليبي التي طالت لاعبين لهم ثقل فني كبير في فرقهم، وتنوعت مراكز اللاعبين المصابين بداية من الحراسة ونهاية بخط الهجوم مما دعا البعض إلى تشكيل فريق اسماه "منتخب الرباط الصليبي" حيث بدأ الرباط الصليبي في حصد إبراهيم هزازي مدافع فريق العروبة ثم تلاه منصور الحربي مدافع فريق الأهلي وريان بلال مهاجم فريق الفيصلي وزامل السليم مهاجم فريق الاتفاق وزميله محمد كنو و ياسر القحطاني مهاجم فريق الهلال وياسر الفهمي لاعب خط وسط الأهلي وتركي الخضير لاعب خط وسط الخليج وإبراهيم غالب لاعب خط وسط فريق النصر ووليد عبدالله حارس الشباب وفواز القرني حارس الاتحاد وعبدالله عطيف لاعب خط وسط فريق الهلال، وكان آخر المصابين أحمد الفريدي لاعب خط وسط فريق النصر.
العودة أو الفشل: يتخوف اللاعب المصاب من فترة الغياب التي يقضيها بعد الإصابة بالرباط الصليبي والتي تصل إلى 6 أشهر على حسب مدى قوة الإصابة، فالكثير من اللاعبين استطاع أن يعود إلى الملاعب بمستواه المعهود عنه، ولعل من اللاعبين الذين استطاعوا العودة نايف هزازي الذي تعرض إلى إصابتي رباط صليبي في الفترة الماضية وناصر الشمراني الذي عاد بعد الإصابة وحقق لقب هداف الدوري في أكثر من موسم، و حسين عبدالغني.
وهناك من انتهت مسيرته الكروية مبكراً بسبب إصابته بالرباط أمثال محيسن الجمعان وفهد المهلل و نواف التمياط وسعد الحارثي والعديد من الأسماء البارزة التي لم تكمل مشوارها الكروي بسبب لعنة الإصابة بالرباط الصليبي.
ملفي: تداخل البطولات السبب ! خلف ملفي الناقد الرياضي أكد في حديث خاص ل"سبق" أن هناك عدة عوامل للإصابة وقال:" العامل الأول هو إرهاق اللاعب لنفسه من خلال عدم انتظامه في برنامج نومه بشكل صحي وعدم انضباطيته في التمارين وأيضاً التغذية لها دور مهم".
وأضاف: يجب على المدربين والأطباء توعية اللاعبين بأهمية الإحماء جيداً قبل بداية المباريات.
واستغرب ملفي بعض الإصابات بالرباط الصليبي التي تأتي بدون احتكاك قوي مثل إصابة كابتن نادي الهلال ياسر القحطاني وعبدالله عطيف، مرجعها لأسباب طبية وتدريبية.
وعن كثرة الإصابات بالرباط الصليبي هذا الموسم أكد خلف ملفي بقوله:" شهد الموسم الحالي العديد من الإصابات بالرباط الصليبي وبشكل كبير وملحوظ يعود إلى سوء أرضية الملاعب وفترات التوقف المزعجة هذا الموسم بسبب تداخل بعض البطولات على منافسات بطولة الدوري.
كميخ: الفحص الشهري يقي اللاعبين من جانب آخر أكد المدرب الوطني علي كميخ أن السبب الرئيسي في إصابة اللاعب بالرباط الصليبي هي التغذية وعدم محافظة اللاعبين على أنفسهم من خلال تمارين الإحماء، وعدم توالي الفحوصات الطبية للاعبين بين فترة وأخرى من قبل الجهاز الطبي بالأندية، وقال:" أحياناً تكون الإصابة بداية رباط صليبي تحتاج إلى تقويات وذلك للحد منها".
وأشار كميخ أن كثرة الإصابات خلال الموسم الحالي تعتبر مؤشراً خطياً خصوصاً أن هناك لاعبين صغاراً في السن وحراس مرمى أصيبوا بالرباط الصليبي، مما ينعكس عليهم سلباً في مشوارهم الرياضي. وأضاف: إن من أسباب الإصابة بالرباط أيضاً هي الجلوس الأرضي بكثرة مما يرهق الأربطة وتكون تحت احتمال تعرضها للإصابة.
واقترح كميخ بأن يكون هناك فحص صحي بشكل دوري كل شهر أو شهرين للاعبين.
المهلل: ضعف الطب دفعني للاعتزال أما فهد المهلل اللاعب السابق لناديي الشباب والنصر والذي سبق وأن تعرض لإصابة بالرباط الصليبي فأكد أن الإصابة كانت ضمن أحد الأسباب التي دفعت به للاعتزال مبكراً وقال:" العمليات التي كنّا نجريها في الماضي ليست كما الآن، فالآن تطور الطب فأصبحت عملية الرباط حالياً ميسرة".
وأضاف أنه بعد الإصابة بفترة ليست بقصيرة قرر الاعتزال بعد أن استطعت تحقيق العديد من الإنجازات في فترة قدمت كل ما لدي فيها وأحببت أن أعطي الفرصة للجيل الصاعد .
الزهراني: التشوهات الخلقية سبب الإصابة من جانب آخر أكد الطبيب السعودي سالم الزهراني المختص بإصابات الركبة والتي تأتي من ضمنها الرباط الصليبي بأن هناك عوامل تعرض اللاعب للاصابة وقال:" هناك بعض اللاعبين لديه تشوهات خلقية في الحوض أو الكاحل أو ليونة في أربطة الركبة، وهناك عوامل خارجية نستطيع التحكم عليها مثل أرضية الملاعب والحذاء الرياضي المناسب". وأضاف: لابد أن يكون هناك فحص دوري للاعب يجريه في أحد المراكز الصحية المختصة لكي يكون على بينة قبل أن يتعرض للإصابة بشكل مفاجئ.
فترة العلاج: تمر فترة العلاج بأكثر من مرحلة، في البداية وهي المرحلة الحادة التي تتلو الإصابة مباشرة ويهدف العلاج فيها إلى تخفيف الألم والتورم، وذلك من خلال وضع كمادات ثلج على الركبة وإعطاء المريض مسكنات الألم ومضادات التورم، وأن يستعمل المصاب العكاز لخمسة أيام إن احتاج الأمر، يأتي بعدها دخول المريض إلى تأهيل طبيعي الذي يهدف إلى تقوية العضلات الأمامية والخلفية المحيطة بالركبة وتستمر إلى ما يقارب الشهر، بعدها يتم التدخل الجراحي للمصاب ومن ثم العلاج الطبيعي المكثف تحت إشراف أخصائيين وخلال جلستين كل يوم، وتعتبر فترة العلاج الطبيعي هي الأهم لأنها هي التي من تكون سبباً بعد الله في نجاح العملية، فيستمر المصاب على فترة العلاج الطبيعي لمدة تتراوح بين 3-4 أشهر، أما بالنسبة للعودة إلى ممارسة رياضته المفضلة فإن ذلك يحتاج ما بين 6-12 شهراً بعد العملية.
تكاليف العملية: تختلف أسعار عمليات الرباط الصليبي حيث تتراوح الأسعار ما بين 10 آلاف ريال إلى 30 ألف ريال داخل السعودية وتزيد عند إجرائها خارج المملكة.