في الثاني من أيلول سبتمبر 2000 بدأ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز جولة شملت الولاياتالمتحدةوالبرازيل والأرجنتين وفنزويلا، حيث مثل في مستهلها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز المملكة في احتفالات الأممالمتحدة بالألفية الثالثة. جاءت جولة ولي العهد في اطار حرص القيادة السعودية على دعم وتطوير علاقاتها مع مختلف دول العالم اضافة الى سعيها الدؤوب للانضمام الى منظمة التجارة العالمية من خلال المحادثات الثنائية. والتقى الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على هامش احتفالات الأممالمتحدة بالعديد من زعماء العالم، كما التقى في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة ووزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت كل على حدة، اضافة الى لقاءات ثنائية جمعت بين مسؤولين سعوديين رافقوا ولي العهد ومسؤولين عرب وأجانب. وأشار مصدر سعودي رفيع المستوى التقته "الحياة" وقتها في نيويورك الى أن الديبلوماسية السعودية تتحرك في هذا المناخ الأممي باتجاهين: الأول اقتصادي يستهدف استقرار أسعار النفط وانضمام المملكة الى منظمة التجارة العالمية، والثاني سياسي يهدف الى تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط ودعم المفاوض الفلسطيني واستعادة كافة الأراضي العربية المحتلة. وبدأ الأمير عبدالله جولته باستراحة قصيرة في جنيف وفيها قابل عدداً من الشخصيات العالمية والعربية بينهم رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وآخرون، ثم انتقل بعدها الى نيويورك والقى فيها، نيابة عن الملك فهد، كلمة السعودية في احتفالات الاممالمتحدة لمناسبة الالفية الثالثة. ومن الولاياتالمتحدة توجه ولي العهد السعودي صوب اميركا اللاتينية وبدأ جولته في البرازيل حيث أبرمت الحكومتان السعودية والبرازيلية اتفاقات تجارية ورياضية. والتقى الأمير عبدالله في برازيليا عدداً من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وناقش مع اعضاء غرفة التجارة العربية - البرازيلية آليات تطوير التجارة بين الدول العربية وجمهورية البرازيل الاتحادية. وانتقل الأمير عبدالله من العاصمة السياسية برازيليا الى العاصمة التجارية ريو دي جانيرو وهي المدينة التي منحت ولي العهد مفتاحها وأجرى فيها عدداً من الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، وفيها - ايضاً - اختتم زيارة ناجحة لاحدى اهم واكبر دول اميركا اللاتينية. وفي بوينس ايرس افتتح الأميرعبدالله بن عبدالعزيز، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، مركز "الملك فهد الثقافي الاسلامي" وذلك في حضور الرئيس الارجنتيني الحالي دي لاروا والرئيس السابق منعم، كما اجرى ولي العهد في الارجنتين عدداً من المحادثات التي شملت الجوانب الاقتصادية والسياسية والفكرية، ومنها ما تطرق للدور الذي من الممكن ان تقوم به الجالية الاسلامية في الارجنتين في ما يخص التواصل الحضاري. ومن الارجنتين انتقل الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى العاصمة الفنزويلية كاراكاس حيث رأس فيها وفد بلاده الى القمة الثانية لمنظمة البلدان المصدرة للنفط اوبك، وكانت القمة الاولى عقدت في الجزائر مطلع السبعينات. وشدد ولي العهد السعودي في الكلمة التي القاها في هذه المناسبة على الدور الذي لعبته وتلعبه بلاده في المحافظة على استقرار السوق النفطية، فيما حمل وزير النفط السعودي المهندس علي النعيمي الدول المستهلكة مسؤولية ارتفاع الاسعار، وقال - وقتها - ل"الحياة" ان الضرائب التي تفرضها الدول المستوردة على مشتقات النفط هي السبب في تصاعد الاسعار، مشيراً الى ان منظمة اوبك نجحت في مخاطبة المستهلك، واستشهد النعيمي بالتظاهرات التي اجتاحت اوروبا، وقال ان هذه التظاهرات تنم عن "ان المواطن الاوروبي او الاميركي وهو المستهلك النهائي بدأ يعي جيداً ان لا علاقة لنا بارتفاع الاسعار وانه بدأ يتظاهر ضد بلاده مطالباً بضرورة خفض الضرائب". وبعد استراحة قصيرة في مدينة كان الفرنسية التي وصلها الأمير عبدالله من كاراكاس، توجه الى مدينة جازان السعودية، حيث تفقد فيها احوال المواطنين واطمأن الى الخدمات الصحية التي توفرها وزارة الصحة في مواجهة مرض حمى الوادي المتصدع.