اعرب الزعماء العرب عن ارتياحهم بفوز المرشح الجمهوري جورج بوش الابن بالرئاسة الاميركية، لكنهم شددوا على ان منطقة الشرق الاوسط التي تمزقها الصراعات لا يمكنها الانتظار الى حين انتهاء الرئيس الجديد من صياغة سياسته الخارجية. وتوقعوا ان يشجع بوش توجه الرئيس بيل كلينتون للتوصل الى سلام، مع انه من غير المرجح التوصل الى اتفاق في الاسابيع الخمسة المتبقية في ولاية كلينتون. غزة، دمشق، بغداد، الرياض، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعرب جيفري كيمب مدير برنامج التخطيط الاقليمي في مركز نيكسون في واشنطن عن اعتقاده بأن "الرئيس المنتخب بوش سيسر اذا استطاع كلينتون تهدئة النزاع العربي - الاسرائيلي قبل ان يتولى المنصب". وقال شبلي تلحمي الخبير في شؤون الشرق الاوسط في جامعة ماريلاند انه "يتعين على الرئيس الجديد اعطاء كلينتون ضوءاً لحرية التصرف". ويتوقع المحللون ان تستمر السياسة الاميركية في الشرق الاوسط على حالها من دون تغير كبير، إلا انها ان الادارة الجديدة لن تكون نشطة كثيراً في شهورها الاولى كما كانت ادارة كلينتون. وقال تلحمي ان اشخاصا حول بوش يفضلون فيما يبدو خطوات اضافية صغيرة في الشرق الاوسط بدلا من البحث عن اتفاق شامل كالذي كان يبحث عنه كلينتون. أما جون الترمان من المعهد الاميركي للسلام فأعرب عن اعتقاده بأن الادارة الجديدة لن تستطيع ان تتجنب الشرق الأوسط لفترة طويلة على رغم ان بوش أعلن انه ينوي ان يتصدى أولاً للقضايا الداخلية، لأنه الشرق الاوسط بحاجة الى معالجة". ومع ان بوش لم يتطرق في حملته الانتخابية الى الشرق الاوسط إلا ببضع عبارات تأييد لاسرائيل المألوفة، لكن معلقين عرباً رأوا ان ارتباطات بوش النفطية والتوتر بين ادارة بوش الاب وحكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق شامير اليمينية تبشر بسياسة اكثر تحبيذا للمصالح العربية. إلا ان المحللين استبعدوا احتمال حدوث تغير كبير في عهد بوش لأن السياسة الاميركية مركب معقد تشكل فيه الادارة عنصرا واحدا فقط. وقال الترمان "هناك الوضع على الارض وجماعات المصالح الاميركية وآراء السياسيين في الحكومة وآراء الحلفاء الخارجيين"، مشيراً الى ان "شيئاً واحداً فقط من كل هذا قد تغير". ولاحظ ان "التفاؤل العربي قائم بشكل مطلق على التمنيات، وانه مفرط في التبسيط على نحو واضح". وعلى رغم انه لم ترشح بعد اي أسماء مؤكدة لشغل المناصب الرئيسية في فريق بوش لسياسة الشرق الاوسط، إلا ان الشخصين المفضلين لتولي منصبي وزير الخارجية ومستشار الامن القومي، وهما كولين باول وكوندوليزا رايس، ليسا مختصين في الصراع العربي -الاسرائيلي، ولذلك فمن المحتمل انهما سيعتمدان على خبراء على المستوى الاقل مباشرة. ومن المرشحين المحتملين ادوارد دجرجيان، وهو مساعد سابق لوزير الخارجية، ودان كيرزر الذي عمل مع جيمس بيكر وزير الخارجية في ادارة بوش السابقة، ودوف زاخيم وهو يهودي ارثوذكسي عمل في وزارة الدفاع الاميركية خلال ادارة ريغان.وكان العراق احد المجالات التي نأت فيها حملة بوش نفسها عن ادارة كلينتون، حيث مالت الى تأييد دعم اكبر للمعارضة العراقية. لكن جيفري كيمب قال ان الواقع في الشرق الاوسط حيث يحسن الرئيس العراقي صدام حسين علاقاته سيملي موقفا اكثر حذراً. ونوه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز ببرقية تهنئة بعثها للرئيس المنتخب جورج بوش الابن، ب "الروابط التاريخية بين الرياضوواشنطن".