تحت رعاية وزيرة الثقافة السورية افتتح في متحف اللاذقية معرض مدن وعمارة المتوسط الأستاذ في جامعة تشرين اللاذقية نهاد عبدالله، ساهمت فيه وزارة الخارجية الفرنسية والمعهد الفرنسي لآثار الشرق الأدنى ومؤسسة فولبرايت الاميركية ومنظمة المدن العربية. وحضر حفل الافتتاح عدد كبير من المسؤولين في المحافظة وأساتذة الجامعات والمثقفين والمهتمين بالعمارة والآثار والثقافة. ضمّ المعرض مئة صورة جوية أُخذت في ثلاثينات القرن العشرين لبعض المدن الواقعة في شرق المتوسط مثل اللاذقية، طرطوس، بانياس، جبلة، صافيتا، أرواد، بعلبك، جبيل، أنطاكية، اضافة لبعض المواقع الأثرية الواقعة في المنطقة نفسها مثل مدرج جبلة، قلعة الحصن، مخلفات مدينة أوغاريت، ... ناهيك عن الكاتدرائيات والمعابد والمذابح والمدارس المهمة. وضمّت اللوحات المُعدّة في شكل جيد شرحاً تاريخياً مفصلاً متعلقاً بالمدينة أو بالموقع التاريخي المصوّر، سواء من حيث البناء أو من حيث الشعوب التي مرّت وعدّلت في المدينة أو الأثر التاريخي، وكتب هذا الشرح بثلاث لغات: العربية والانكليزية والفرنسية. وعلى رغم وضوح المعلومات الموجودة على اللوحات، تم اعداد كراس خاص بالمعرض ضمّ، اضافة الى كلمة الشكر والملخص التاريخي عن الساحل السوري المكتوبين باللغتين العربية والفرنسية، كلمة لأدونيس عنوانها "الوثيقة والحقيقة"، وفي مقدمتها يقول: "بتجربة حية وخبرة عميقة ومعرفة راسخة، اضافة الى رفقته الطويلة الغنية مع معماريين رائين كبار من مختلف بلدان العالم، يُقدّم لنا المهندس الكبير الدكتور نهاد عبدالله هذا المعرض الكاشف، مُيسِّراً لنا أن نقوم برحلة عالية في تاريخ سورية الحديث، على امتداد شاطئها البهيّ". ويذكر أن منفذ المعرض نهاد عبدالله حصل على هندسة العمارة من جامعة بيروت العربية والدكتوراه في تخطيط المدن من جامعة باريس واحتك مع كثير من رواد العمارة في العالم سواء من خلال زياراته لتلك الدول وجامعاتها كمحاضر أو للمشاركة في ندوات حول العمارة، اضافة الى عمله كمدرّس في كلية الهندسة المدنية في جامعة تشرين أو عميداً لكلية العمارة في الجامعة نفسها، ناهيك عن أعماله المتعلقة بمدينة اللاذقية.