استقال وزير الدولة للطرق والاتصالات السوداني تعبان دينق من منصبه، والتحق بمساعد الرئيس السوداني المستقيل الدكتور رياك مشار الذي غادر الخرطوم العام الماضي وأسس تنظيماً خاصاً به في نيروبي. وعلمت "الحياة" ان دينق وهو قيادي في جبهة الانقاذ الديموقراطية التي تضم فصائل جنوبية وقعت اتفاقاً مع الحكومة العام 1997، غادر الخرطوم الاسبوع الماضي، ولم يمكن التحقق ما إذا كان بعث باستقالته من نيروبي حيث يوجد فيها حالياً أم قدمها الى الرئيس عمر البشير قبل مغادرته البلاد. وعلم ان دينق اتهم الحكومة في استقالته بعدم الجدية في تنفيذ اتفاق الخرطوم للسلام الذي انتهى عملياً، وعدم حرصها على التوصل الى سلام ووفاق مع القوى السياسية. وقال قريبون الى الوزير المستقيل أكدوا انه كان غاضباً وممتعضاً للضغوط التي تعرض لها لسحب ترشيحه في الانتخابات البرلمانية لمصلحة مستشار الرئيس للشؤون السياسية والقانونية عبدالباسط سيدرات في دائرة جبل اولياء جنوبالخرطوم التي يقطن فيها عدد كبير من النازحين الجنوبيين. وكان دينق واثقاً من الفوز، لكنه اضطر الى الانسحاب مما فتح الطريق أمام سيرات للفوز بالتزكية. وكان دينق اقيل من منصبه حاكماً لولاية الوحدة القريبة من حقول انتاج النفط بعد خلافه مع قائد الميليشيا المتحالفة مع الحكومة في المنطقة اللواء فاولينو ماتيب. وأكدت مصادر عليمة ان دينق الذي التحق بقائده السابق رياك مشار يدعو الى التنسيق مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق، وهو كان مسؤولاً عن الأمن والاستخبارات في"حركة استقلال جنوب السودان" التي أسسها مشار عقب انشقاقه عن قرنق في 1991، وينتمي الى قبيلة النوير التي تعتبر ثانية كبرى قبائل الجنوب السوداني. وبانسلاخ دينق عن الحكومة يكون أربعة من أبرز الذين تحالفوا مع الخرطوم عادوا الى معارضتها المسلحة بعد مشار، واللواء كاربينو كوانين الذي اغتيل في صراعات داخلية، والسفير ديفيد ديشان الذي انشق عن الحكومة ولجأ الى لندن.