} قال تجار نفط ان السعودية والمكسيكوفنزويلا، وهي ثلاث من أكبر دول تصدر النفط الى الولاياتالمتحدة، خفضت اسعارها وزادت شحناتها الى منطقة الساحل الغربي الاميركي مع احتدام المنافسة على حصص السوق النفطية الاميركية. نيويورك - رويترز - مع ارتفاع المعروض النفطي المستخرج من خليج المكسيك وتدفق براميل جديدة من منطقة الاسكا وزيادة الواردات من العراق يعني هذا التدفق النفطي كله ان موردي النفط التقليديين الى منطقة الساحل الغربي الاميركي مثل الاكوادور تضرروا بصورة بالغة من خفض الاسعار. وقال احد التجار: "شنت السعودية وفنزويلا هجوماً سعرياً ضارياً في الساحل الغربي في الشهرين الماضيين ويبذل آخرون مثل المكسيك جهوداً حثيثة لزيادة حصتها من هذه السوق". وكانت منطقة ساحل الخليج الاميركي السوق التقليدية للسعودية والمكسيكوفنزويلا اذ انها تتضمن تركيزاً كبيراً لمجمعات مصاف قادرة على تكرير الخامات المرتفعة المحتوى الكبريتي وهي الخامات التي تهيمن على صادرات الاقطار الثلاثة. الا ان تشديد اللوائح التي تحكم الانبعاثات الغازية في منطقة ساحل الخليج يعني ان المصافي العاملة هناك تتحول بصورة متزايدة الى الخامات الخفيفة وتلك المنخفضة المحتوى الكبريتي التي تنتج كميات أكبر من المشتقات النظيفة الصديقة للبيئة. وفي منطقة الساحل الغربي، خصوصاً في كاليفورنيا التي تتمتع ببعض اشد القوانين البيئية صرامة في البلاد، تضم المصافي الاكثر تطوراً لانتاج منتجات نفطية أنظف. وقال مصدر صناعي نفطي "مع تشديد اللوائح البيئية بصورة متزايدة تعمد المصافي الى تكرير مجموعة من الخامات الخفيفة ويتنافس الموردون بحدة على الاسواق بينما يعاني انتاج النفط المحلي في الساحل الغربي من تراجع طبيعي". وخفضت المكسيك، وهي الدولة الوحيدة من بين الدول الثلاث التي تتمتع بمنظومة تسعير مخصصة لمنطقة الساحل الغربي، الاسعار لخام مايا التصديري الرئيسي الى المنطقة بمقدار 3.25 دولار للبرميل منذ آذار مارس الى مستوى يقل 5.75 دولار عن معادلتها السعرية. وازدات حدة الاقبال على منطقة الساحل الغربي السنة الجارية اذ بدأ منتجون بارزون زيادة الامدادات في كل ارجاء السوق الدولية بعد خفض الانتاج لتعزيز اسعار النفط التي تهاوت عام 1998. لكن منذ عام 1998 عمدت المكسيك الى مضاعفة مبيعاتها الى منطقة الساحل الغربي الى 44 الف برميل يومياً وارتفعت واردات المنطقة من النفط السعودي الخام بمقدار 60 الف برميل يومياً الى 83 الف برميل يومياً طبقا لبيانات وزارة الطاقة الاميركية. وقال تجار "ان فنزويلا هي الخاسر الرئيسي اذ تراجعت صادراتها بنحو ستة الاف برميل الى 12 الف برميل يومياً العامين الماضيين وهو التراجع الذي تحاول الآن تغيير مساره ما يبدو مع الحملة التسويقية المكثفة التي تبنتها البلاد في الاونة الاخيرة". واسفر التنافس القوي لتلك الدول الثلاث فى المنطقة الى الضغط على المصدرين الاخيرين لمنطقة الساحل الغربي اذ اضطر موردون تقليديون مثل الاكوادور الى فرض خفوضات جذرية في الاسعار في الاشهر الاخيرة. وبالنسبة لصادراتها في كانون الاول ديسمبر خفضت الاكوادور اسعار خام اورينتي الثقيل المرتفع المحتوى الكبريتي الى معادل سعر خام غرب تكساس الوسيط منقوصاً منه 9.3 دولار مقارنة مع خصم 4.97 دولار عن سعر خام القياس في صادرات تشرين الثاني نوفمبر. خام البصرة الخفيف وهناك ضغوط اخرى من جانب الزيادة الجديدة في انتاج منطقة الاسكا بعدما عمدت شركة "فيليبس بتروليوم" الى تشغيل حقل الباين الذي يبلغ انتاجه 80 الف برميل يومياً الشهر الماضي بعدما اصبح دخول شحنات النفط العراقية من خام البصرة الخفيف لوس انجليس امراً شائعاً بشكل متزايد. اضافة الى ذلك فان الامدادات الاجنبية في منطقة ساحل الخليج الاميركي يجري الان استبدالها بغيرها من جراء تصاعد حدة المنافسة من جانب خامات محلية مرتفعة المحتوى الكبريتي يجري استخراجها من المياه العميقة مثل خامي مارس وبوزايدون اللذين يستخرجان من خليج المكسيك الاميركي. وقال جان شوارت رئيس الباحثين في مؤسسة "ايه.بي.ان أمرو انيرجي فيوتشرز" ربما تصبح سوق ساحل الخليج اكثر صعوبة للموردين التقليديين مع ارتفاع الانتاج المستخرج من مياه خليج المكسيك العميقة. انها منافسة للبراميل السعودية. وتصدر فنزويلا، التي كانت في السابق اكبر مورد للنفط الخام ومنتجاته الى الولاياتالمتحدة، نحو 1.175 مليون برميل يوميا من النفط الى الولاياتالمتحدة وهو ما يقل عن مستوى صادراتها منذ عامين بنحو 200 الف برميل يومياً طبقاً لما اظهرته بيانات وزارة الطاقة الاميركية. ولم يطرأ تغير يذكر على الكميات الاجمالية التي وردتها السعودية والمكسيك وكندا وهي مورد رئيسي آخر للولايات المتحدة خلال الفترة نفسها.