} قد تخسر دول منتجة للنفط في الشرق الاوسط ما يصل الى 450 ألف برميل يومياً من حصصها في السوق الاميركية لصالح دول منتجة في اميركا الجنوبية وكندا. كما قد تزيد السعودية صادراتها الى الاسواق الآسيوية على حساب الصادرات الاميركية مطلع القرن المقبل. توقعت شركة استشارات اميركية ارتفاع اعتماد الولاياتالمتحدة على النفط المستورد بعد التبدلات الحالية في الجزء الخاص بالتكرير والتوزيع. وذكرت شركة "بيرا انيرجي" ان التبدلات تمثل فرصة لشركات النفط الاجنبية يُستحسن الاستفادة منها، لكنها تكهنت بأن شركات النفط في اميركا الجنوبية وكندا ستستفيد من التغيرات اكثر من الشركات الشرق اوسطية. وتوقعت "بيرا انيرجي" بأن شركات النفط في اميركا الجنوبية خصوصاً شركة "بي. دي. في. اس. اي" الفنزويلية و"بيمكس" المكسيكية، ستزيد صادرات الخام الى السوق الاميركية بمقدار 2.3 مليون برميل يومياً بحلول السنة 2010 . وترتبط زيادة الامدادات من المصدرين بمشاريع مشتركة وتحالفات تشارك فيها منذ فترة من الزمن، "بي. دي. في. اس. اي" و"بيمكس" شركات تكرير اميركية. وفي وسع ترتيبات من هذا القبيل ان تفيد المكسيكوفنزويلا لان المصافي غالباً ما تُعدّل وتُكيّف بموجبها لكي تستطيع ان تكرر خامات مكسيكية وفنزويلية وتصبح عاجزة عن تكرير النفط الخليجي الخفيف. وتوقعت "بيرا" ان ترتفع صادرات النفط الكندية بنحو 700 ألف برميل يومياً في العقد المقبل على اعتبار ان الطلب على الخامات الثقيلة الكندية سيواصل ارتفاعه مع التسهيلات التكريرية المكيّفة خصيصاً لذلك. وقال بيل كراف احد كبار المديرين في "بيرا" الذي شارك في كتابة تقرير اصدرته الشركة، "ان التحالفات التي أسستها شركات التكرير الاميركية مع شركات النفط في اميركا الجنوبية وكندا، وتضمن الاسواق لخاماتها، قد تؤدي الى خسارة منتجين من الشرق الاوسط وافريقيا الغربية حصة من السوق الاميركية قد تصل الى 450 ألف برميل يومياً. ويعمل انخفاض تكاليف النقل من القارة الاميركية لصالح الخامات الاميركية الجنوبية والشمالية خصوصاً مع ارتفاع اسعار الخام. وتكهنت "بيرا" بأن سعر البرميل الواحد من نفط غرب تكساس المتوسط سيبلغ 20 دولاراً بحلول نهاية السنة. وتوقعت ان تتحسن اسعار النفط في آسيا. الخام السعودي لكن "بيرا" استثنت السعودية من حساباتها وتكهناتها، كدولة شرق اوسطية منتجة، لان للسعودية سوقاً مضمونة في الولاياتالمتحدة بفضل المصافي التي تملكها مع "تكساكو" ومجموعة "رويال داتش - شل" ضمن "تحالف موتيفا". ومن شأن التحالف ان يضمن وصول الخام السعودي الى السوق الاميركية لانه يتضمن عقوداً طويلة المدى. وقال كراف "ان من الممكن ايضاً ان تقرر السعودية التخلي جزئياً عن السوق الاميركية وبيع مزيد من الخام الى آسيا، لان هذه القارة تعاود النشاط وتعود اليها العافية خصوصاً ان آسيا تشكل مكاناً طبيعياً لمنتجي الشرق الاوسط". وتعتبر دراسة "بيرا" ان الدول المنتجة في الشرق الاوسط تنعم بفرصة سانحة في منطقة الساحل الغربي الاميركية خصوصاً في كاليفورنيا. ويذكر ان الانتاج الاميركي يتراجع مع ازدياد طلب المصافي في منطقة الساحل الغربي الاميركية، بنسبة عشرة الى 15 في المئة بعد سنة 2005. ويراقب المحللون حالياً ما قد يشير الى ما اذا كانت السعودية تنوي الاحتفاظ بحصتها من السوق الاميركية التي تستورد حالياً 8.55 مليون برميل من الخامات و1.83 مليون برميل من النفط المكرر يومياً. واحتلت السعودية المقام الاول، العام الماضي، بين مصدّري النفط الخام الى السوق الاميركية من طريق زيادة متوسط ما تصدّره من الخام الى 1.386 مليون برميل يومياً حتى فيما كانت تخفض انتاجها بموجب الاتفاقات التي عقدتها مع منتجين رئيسيين آخرين. وخفضت فنزويلاوالمكسيك صادراتهما الى السوق الاميركية الى 1.367 و1.305 مليون برميل يومياً وزادت كندا صادراتها على رغم بقاء هذه الصادرات اقل من الصادرات السعودية التي بلغت 1.264 مليون برميل يومياً.