وأفرجت السلطات السبت، عن ولد الافضل وثلاثة معارضين آخرين، بعد 17 يوماً من الاعتقال اثناء التظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني والتي احتجت على العلاقة بين الحكومة واسرائيل. وقال ولد الأفضل ل"الحياة"، ان "السلطات تغلط اذا اعتقدت ان الاعتقالات تغير في الأمر شيئاً". وزاد ان "اتحاد القوى الديموقراطية" قائم كما هو وبقياداته وتنظيماته على جميع التراب الوطني. وقال ان "الجديد هو اننا منعنا بالقوة المسلحة من دخول مقراتنا، لكن النظام ينسى ان بيوت الموريتانيين مقرات لنا". وحلت الحكومة الحزب في تشرين الأول اكتوبر الماضي بتهمة "تعريض أمن البلاد للخطر". وتقول السلطات ان الحزب الذي يقوده أحمد ولد داداه. يخطط منذ فترة لجر البلاد الى العنف. لكن المعارضة تقول ان السلطات ضاقت ذرعاً بهامش الحرية و"أطلقت رصاصة الرحمة على ما بقي من الديموقراطية في البلد بحل اتحاد القوى". واثار قرار حل الحزب انتقادات واسعة في الداخل والخارج، خصوصاً في فرنسا المهتمة تقليدياً بالشأن الموريتاني. ودان مؤتمر الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي اختتم الاحد في غرينوبل في فرنسا السلطات الموريتانية للقرار الذي اعتبر "خطراً ويدعو الى القلق في شأن الديموقراطية واستقرار هذا البلد". ودعا المؤتمر في بيان صدر الأحد الى "الإلغاء الفوري لقرار الحل واستئناف المسلسل الديموقراطي". ودان "اعتقال القادة السياسيين والمناضلين في الحزب في ظروف غير انسانية ومهينة في خرق للقوانين الموريتانية والمعايير الديموقراطية الكونية". يذكر ان زعيم الحزب المحظور، أحمد ولد داداه كان بين ضيوف مؤتمر الحزب الاشتراكي. وظلت علاقات الحكومة الموريتانية سيئة مع الاشتراكيين الفرنسيين. لكن قوة الروابط مع اليمين الفرنسي ضمنت علاقات جيدة بين موريتانياوفرنسا الى حين وقوع الأزمة التي نشبت قبل عام بين الطرفين، بسبب طرد الحكومة الموريتانية 40 مستشاراً عسكرياً فرنسياً كانوا في البلاد، رداً على اعتقال السلطات القضائية الفرنسية ضابطاً موريتانياً كان في دورة تدريبية في فرنسا بعد اتهامه بتعذيب موريتانيين سود. وعلى رغم ان الضابط هرب الى بلاده من دون ان يبرأه القضاء الفرنسي في ظروف غامضة، فإن العلاقات ظلت سيئة. ويرى البعض ان ذلك الأمر ربما ما دفع الحكومة الموريتانية بعيداً في التشبث بالعلاقات مع اسرائيل في ما اعتبره المراقبون بحثاً عن دعم اميركي يحل محل الدعم التقليدي الفرنسي. وربما لا يخفى على الحكومة الموريتانية ان علاقاتها الاسرائيلية تضر بسمعتها في العالم العربي، وتقود الى عدم الاستقرار السياسي في بلد عجز سياسيوه على مدى السنوات الاربعين الماضية عن تعبئة مواطنيه حول أمور مثل الخبز وغلاء الاسعار وتدني مستوى المعيشة، لكن الشارع كان يغص بالمحتجين حينما تطرح قضايا مثل فلسطين أو العراق أو الأمة العربية والغرب.