لاحظ مجلس المطارنة الموارنة أمس بعد اجتماعه الدوري برئاسة البطريرك الماروني نصرالله صفيرفي بكركي "ان الحياة النيابية استعادت، لدى أول جلسة عقدها المجلس النيابي لمناقشة البيان الوزاري، بعض حيويتها، فانطلقت الألسن وجهر بعض النواب بآرائهم، بعدما طلقوا عقدة الخوف، وطالبوا بتطبيق اتفاق الطائف لجهة وجود الجيش السوري في لبنان، وهذا أمر يبشّر بالخير". واضاف: "اما ما صدر عن بعضهم النائب عاصم قانصوهمن كلام مناف للواقع والحقيقة، ويتّسم بالعنف والتهديد والوعيد والتخويف الموجّه الى زعيم سياسي كبير في طائفة هي في اساس الكيان اللبناني النائب وليد جنبلاط تحت قبّة البرلمان، فأمر غير مقبول يستوجب الإدانة، ويوجب على الدولة اتخاذ موقف صريح منه". واعتبر المطارنة "ان ما جاء في بيان الحكومة عن ان وجود الجيش السوري في لبنان ضروري وشرعي وموقّت، ما كان ليقال ويؤكّد وهو صفعة للجيش اللبناني لو أصغى واضعو هذا البيان الى ما يردّده الناس همساً، وأصبح بعضهم يجهر به علناً، بعدما وصلت الحال الى ما وصلت اليه من التردي. ولم يقل احد بوجوب القطيعة بين لبنان وسورية، بل بوجوب توضيح العلاقة بينهما برفع الهيمنة السورية عن لبنان لمصلحة البلدين، وإقامة احسن علاقات الصداقة والتعاون والتنسيق بينهما، وهذا موضوع يعالَج بحوار بنّاء صريح في اطار مؤتمر وطني، دعا اليه احد رؤساء الوزراء السابقين عمر كرامي". وأشار البيان الى "ان الاصرار على الامتناع عن ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب للإمساك بالأرض وطمأنة المواطنين المقيمين فيه، وتهديد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بسحب القوات الدولية اذا لم يذهب الجيش لبسط سيادة الدولة عليه، امران يبعثان على الخوف والقلق لدى المواطنين الذين باتوا يعرفون القصد من هذا الامتناع وما الباعث عليه". وختم: "ان مشاهد العنف المتكررة في فلسطين التي تعرضها شاشات التلفزة على العالم اجمع والتي تُري القتلى والجرحى يتساقطون كل يوم برصاص البنادق، تقابله حجارة الفتية، لهي مشاهد تنطق بالظلم والحقد وتبتعد بالناس عن جو الطمأنينة والسلام، وهذا ما يدعو محبو السلام في العالم الى العمل على وضع حد نهائي للظلم وإحقاق الحق، والى الصلاة ليسألوا الله ان يبسط سلامه على أرض تعتبرها الأديان الثلاثة الموحدة: اليهودية والمسيحية والاسلام، أرضاً مقدسة"، متمنياً "سلاماً عادلاً وشاملاً وطويل الأمد". الى ذلك، رد النائب مروان فارس الحزب السوري القومي الاجتماعي على بيان المطارنة الموارنة، وقال في مؤتمر صحافي: "ان التواقيع على عريضة الغاء الطائفية السياسية ستستكمل وسيعلن عنها في موعد لاحق". واعتبر "ان من يشكك في الدعم السوري يشكك في الجيش اللبناني".