} تشارك الجزائر، على مستوى وزير الخارجية، في اجتماع الشراكة الأوروبية - المتوسطية الاسبوع المقبل في فرنسا، في خطوة اعتبرت انها تهدف الى وضع حد لسياسة "الكرسي الشاغر" في التعامل مع اسرائيل. أكدت مصادر موثوق بها ان الجزائر ستشارك رسمياً في اللقاء الأوروبي - المتوسطي الذي يعقد في مدينة مارسيليا الفرنسية الاسبوع المقبل. وقالت ان الجزائر ستقدم في الاجتماع الذي يعقد على مستوى وزراء الخارجية عدداً من الاقتراحات العملية لمكافحة الارهاب في المنطقة، مؤكدة ان السيد عبدالعزيز بلخادم سيرأس الوفد الجزائري، مباشرة بعد عودته من الدوحة حيث يشارك في قمة منظمة المؤتمر الاسلامي التي يحضرها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. ويعد الموقف الجزائري الأول من نوعه للبلدان العربية الأعضاء في المنتدى، خصوصاً أن دولاً عربية أخرى مثل سورية دعت الى مقاطعة اللقاء احتجاجاً على حضور وزير الخارجية الاسرائيلي. وترتكز حجج الدول العربية التي تقاطع هذا الاجتماع الى التطورات الدامية في الأراضي المحتلة. وأعربت مصادر مطلعة عن اعتقادها بأن بوتفليقة يريد وضع حد لسياسة الكرسي "الشاغر" في التعامل مع اسرائيل، بدليل حرص الحكومة الجزائرية على عدم تضييع فرصة اللقاء لإحراز تقدم في مفاوضات الشراكة مع أوروبا والتي تأكد أمس انها ستستأنف في الشهر المقبل. على صعيد آخر، بدأ وفد عن منظمة العفو الدولية، أمس، جولة جديدة من التحقيقات في الجزائر تتعلق ب4 آلاف حالة اختفاء في ظروف غامضة لعناصر قريبة من الجبهة الاسلامية للانقاذ. وقالت مصادر قريبة من الوفد ان التحقيقات الميدانية ستمتد الى قضايا أخرى مثل تجاوزات أفراد المقاومة والدفاع الذاتي، اضافة الى بعض التجاوزات المنسوبة الى اجهزة الأمن والتي لا تزال بعيدة عن الأضواء. وزار أعضاء الوفد في اليوم الأول من الجولة التي تستمر اسبوعاً كاملاً وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الداخلية. ويتوقع أن يلتقي أفراده قبل نهاية الاسبوع مسؤولين عن منظمات حقوق الانسان وجمعيات المفقودين ومسؤولين عن مجموعات المقاومة والدفاع الذاتي المتهمين بالتورط في تصفيات شملت أقارب لعناصر من الجماعات المسلحة. وكانت صحيفة "المجاهد" الحكومية نشرت قبل شهرين "تقريراً سرياً" تضمن جرداً كاملاً لتجاوزات قوات الأمن والتضييق الممارس على "الحريات الفردية والجماعية" واعتبر نشر التقرير اشارة الى بعض المسؤولين في الحكم الذين تولوا إدارة المواجهة ضد الجماعات الاسلامية المسلحة. على الصعيد الأمني أفادت الصحف الجزائرية ان ثمانية أشخاص اغتيلوا على ايدي الجماعات المسلحة في نهاية الاسبوع الماضي، منها اغتيال شرطي في العاصمة. ويتخوف الكثير من المراقبين ان تكون هذه العملية مؤشراً الى جولة جديدة من أعمال العنف في العاصمة بعد أشهر من الهدوء، خصوصاً مع قرب شهر رمضان الذي تكثف فيه الجماعات المسلحة وتيرة عملياتها المسلحة. وفي ولاية الشلف قضت قوات الأمن على سبعة عناصر من الجماعات الاسلامية المسلحة خلال اشتباك وقع نهاية الاسبوع. ولم ترد تفاصيل عن طبيعة العناصر ولا حتى التنظيم الذي ينشطون في اطاره وكانت أنباء تحدثت في وقت سابق عن التحاق عدد من العناصر التائبين بالجبال.