ذكرت مصادر في الرئاسة الجزائرية، أمس، أن أعضاء وفد "الترويكا" الأوروبية أعربوا للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة خلال زيارة قصيرة للجزائر أول من امس عن دعمهم لمسار السلم الذي باشره منذ توليه الرئاسة في نيسان ابريل الماضي، وشددوا على تقديرهم الكبير لإعطائه "هدنة الجيش الإسلامي للإنقاذ الطابع القانوني والسياسي" الأمر الذي يُساعد على "خوض مكافحة أمنية صارمة للإرهاب مستقبلاً". وذكرت المصادر ل"الحياة" ان المحادثات بين بوتفليقة و"الترويكا" قاربت ثلاث ساعات، مساء الأربعاء، وانتهت بتقديم الوفد الأوروبي "تعهدات بمراعاة خصوصية الإقتصاد الجزائري في المفاوضات شرط أن تبذل الجزائر جهداً كبيراً في مباشرة الإصلاحات والمساهمة في إنجاح جولة المفاوضات المقبلة المقررة قبل نهاية آذار مارس المقبل". وتعد الجولة المقبلة، المقررة قبل آذار 2000، الأولى من نوعها بعد رفض الجزائر إنعقاد الجولة الرابعة من المفاوضات في آيار مايو 1997 لأن اللجنة الأوروبية رفضت مراعاة طلب الجزائر إعطاء أهمية لخصوصية إقتصادها الصناعي. وفي مقابل الدعم السياسي والمالي الذي تعهد به أعضاء الوفد والذي يفترض أن يتم إعلانه رسمياً، خلال لقاء وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي المقرر في هلسنكي الشهر المقبل، شدد الطرف الأوروبي، على أهمية "مواصلة الجزائر نهج السلم والمصالحة لوقف النزيف الدموي" وكذلك "مباشرة الإصلاحات في العمق سواء على مستوى الإدارة والإقتصاد". وأعرب أعضاء "الترويكا"، في لقاء مع الصحافة قبل مغادرة الجزائر، عن مساندة الاتحاد لمسار السلم والمصالحة. وقالت تاريا هالونين وزيرة الخارجية الفنلندية، التي ترأس بلادها الاتحاد الاوروبي حاليا: "اعربنا عن مساندتنا لرئيس الجمهورية لمواصلة الاصلاحات المهمة جداً التي شرع فيها في الجزائر". وأوضحت أن الوفد أجرى مع بوتفليقة محادثات تناولت "التطورات في الجزائر وعلاقاتها مع الاتحاد الاوروبي". وأضافت: "لقد كانت لنا ايضاً محادثات طويلة تتعلق بمنطقة المغرب العربي وحوض البحر المتوسط ومسائل شاملة اخرى". وعبرت عن أمل الإتحاد الأوروبي في أن يتم "الشروع في مفاوضات معمقة بخصوص اتفاق الشراكة مع الجزائر وفي اتصالات أخرى بين الطرفين". وعن طلب الجزائر أن تراعى خصوصيات اقتصادها في المفاوضات على اتفاق الشراكة اليورو - متوسطية، صرح خافيير سولانا المندوب السامي الاوروبي لدى الحلف الأطلسي بأنه تم "تسجيل تقدم بخصوص اخذ قلق الجزائر في هذا الشأن في الإعتبار"، مشيراً إلى أن الوفد سيعمل "في الأشهر المقبلة من أجل التوصل إلى نتائج إيجابية بالنسبة الى أوروبا وبلدكم". أما كريس باتن فقال ان الجانب الرئيسي لاتفاق الشراكة فى إطار مسار برشلونة يكمن في "اخذ الانشغالات والطموحات الخاصة لكل بلد في الحسبان"، مضيفاً ان "لكل بلد خصوصيات. فهناك مسائل صناعية واقتصادية في الجزائر هي ناجمة جزئياً عن مسار الإصلاحات الجارية والتي نريد بطبيعة الحال أخذها في الحسبان". وأكد باتن أن "المحادثات غير رسمية وكانت مفيدة جداً"، مسجّلاً رغبة الترويكا في "إجراء مفاوضات رسمية في الثلاثي الأول من السنة المقبلة". واعتبر ان الطابع الموحد لعقود الشراكة لا يمنع دول الإتحاد الأوروبي من مراعات خصوصية كل دولة من الدول المتوسطية، مشيراً إلى أنه ستتم في لقاء هلسكني، الشهر المقبل، مناقشة تطور الوضع في الجزائر وإتحاد المغرب العربي مما يسمح "ببعث المفاوضات على أسس جديدة يراعى فيها تطور الوضع في الجزائر". على صعيد آخر رويترز، قالت صحيفة جزائرية ان متشددين اسلاميين قتلوا ستة مدنيين واصابوا 16 عندما امطروا حافلة كانوا يستقلونها بنيران الاسلحة الالية عند حاجز "مزيّف". واضافت ان المتشددين اقاموا الحاجز قرب قرية فرنان في ولاية المدية، معقل ل"الجماعة الاسلامية المسلحة"، على بعد نحو 90 كيلومتراً جنوب العاصمة. وقالت صحف ان 34 شخصاً على الاقل قتلوا خلال الاسبوع الماضي في تصاعد لاعمال العنف في البلاد. واضافت ان متشددين من "الجماعة المسلحة" ذبحوا 12 مدنياً يوم الخميس الماضي في الاغواط على بعد 330 كيلومتراً جنوب العاصمة.