تدفقت مياه الخليج في قناة المرسى في إمارة دبي، لينطلق عهد جديد في مشروع "مرسى دبي" الذي تنفذه شركة "إعمار" العقارية المساهمة، والذي يهدف إلى بناء مدينة عصرية نموذجية على شاطئ الخليج العربي على بعد 20 كيلومتراً من وسط مدينة دبي تتسع ل100 ألف نسمة وتقدر تكاليفها بنحو 18 بليون درهم خمسة بلايين دولار، سيتم تشييدها على مراحل خلال مدة تصل إلى عشر سنوات أو أقل. ودشن ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الاحتفال بإزاحة الستار عن اسم المشروع الجديد وبفتح البوابات التي تفصل مياه الخليج عن القناة في مشهد تاريخي بالنسبة لإمارة دبي التي تسعى إلى تركيز مكانتها التجارية والسياحية والخدمية في منطقة الخليج كمركز عصري قادر على مواكبة حاجات سكان المنطقة والمستثمرين العرب والأجانب. وقال محمد علي العبار، المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي الذي يرأس مجلس إدارة شركة "إعمار" العقارية التي تنفذ المشروع، إن كلفة حفر القناة المائية التي استغرق تشييدها 18 شهراً بلغت 200 مليون درهم 55 مليون دولار، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى من المشروع استكملت، في حين انطلقت أعمال المرحلة الثانية التي يستغرق تنفيذها 26 شهراً وتبلغ كلفتها 220 مليون دولار. وأضاف العبار ان المراحل التي قطعتها الشركة حتى الآن في مشروع المرسى شملت حتى الآن تشييد القناة التي تم افتتاحها رسمياً، وهي تمتد من الخليج لتكون قناة اصطناعية تتخلل المجمعات السكنية والتجارية التي سيتم الشروع في انشائها خلال المرحلة الثانية للمشروع. وأشار إلى أن القناة التي ستلحق بها الجسور وأرصفة القوارب، تشكل منظراً بديعاً يضفي رونقاً أكثر جمالاً على مشروع المرسى بشكل عام، خصوصاً وأن المشروع سيشكل إضافة جديدة نوعية للمشاريع التي تشيد في المنطقة نفسها، ومنها مشروع تلال الإمارات ومشروع بحيرات الإمارات ونادي الغولف حيث تقع على الجانب المقابل للمشروع ناحية شارع الشيخ زايد، كما يجاور المشروع مدينة دبي للانترنت. وتعتبر شركة "إعمار" العقارية أكبر شركة في المنطقة للتطوير العقاري، إذ يبلغ حجم موجوداتها نحو خمسة بلايين دولار، في حين بلغ رأس مالها 722 مليون دولار، وهي شركة مساهمة عامة تمتلك حكومة دبي نسبة 32 في المئة من أسهمها. واتخذت الشركة قبل ثلاثة أشهر خطوة جريئة هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات، إذ وافقت جمعيتها العمومية غير العادية على السماح للأجانب بتملك نسبة 20 في المئة من أسهمها. ويبلغ الحد الأدنى لعرض قناة المرسى 70 متراً والحد الأقصى لها 300 متر، وقامت الشركة المنفذة للمشروع بإزالة نحو خمسة ملايين متر مكعب من الرمال مستخدمة في ذلك أكثر من 32 آلية ثقيلة للعمل، كما استخدمت الشركة عدداً من المضخات للسيطرة على مستويات المياه. ومن المتوقع أن تنتهي المرحلة الثانية من المشروع في أيار مايو من سنة 2003، وتشمل الانتهاء من تشييد ستة أبراج، اثنان منها بارتفاع 37 طابقاً والأربعة الأخرى بارتفاع 28 و24 و20 و16 طابقاً. وتستوعب هذه الأبراج 1176 شقة ومواقف للسيارات تتسع لأكثر من 2000 سيارة، كما تشمل انجاز 64 فيللا و57 محلاً تجارياً، وراعت الشركة تماماً المحافظة على اللمسة المعمارية التراثية، خصوصاً وأن المباني تأخذ بعداً حضارياً جذاباً روعي فيه دقة التصميم واصالته واللمسات الهندسية الساحرة التي صممها كبار المهندسين في العالم.