دفنت افريقيا منذ بدء ظاهرة الأيدز في الثمانينات أكثر من ثلاثة أرباع ال20 مليوناً أكثر من 15 مليوناً الذين سقطوا ضحية هذا المرض القاتل في أنحاء العالم. وهي تنهي السنة 2000 متصدّرة، مرة جديدة، قائمة المناطق المنكوبة بمرض لم يتمكّن الأطباء من شفاء أي من ضحاياه ال 43 مليوناً. وأفادت إحصاءات للأمم المتحدة، عشية "اليوم العالمي للأيدز" غداً الجمعة، ان القارة الافريقية تظلّ أكثر مناطق العالم تأثّراً بفيروس "أتش. آي. في." ومرض الأيدز الناتج عنه. إذ استأثرت القارة السمراء ب80 في المئة من الاجمالي العالمي لضحايا هذا المرض خلال السنة 2000، أي ما مجموعه 4،2 مليون افريقي. كذلك تستقطب القارة ما مجموعه 70 في المئة من النسبة العالمية من الرجال المصابين بفيروس "أتش. آي. في." و80 في المئة من الأطفال المصابين بهذا الفيروس. ويبلغ مجموع المصابين الذين لا يزالون أحياء في أنحاء العالم أكثر من 25 مليون شخص. وذكر تلفزيون "بي. بي. سي." ان صورة المرض في أنحاء افريقيا تبدو "قاتمة"، لكنها ليست واحدة في كل دول القارة. ففي حين تبلغ نسبة الإصابة بالمرض في بعض دول غرب افريقيا 2 في المئة، فإن هذه النسبة تبلغ 20 في المئة من سكان بعض دول افريقيا الجنوبية. وقالت الاممالمتحدة الثلثاء رويترز ان الايدز وفيروس "أتش.آي.في" المسبب له اصاب 36 مليون شخص في انحاء العالم، بينهم 3،5 مليون اصابة جديدة في العام الحالي، ما يفوق بكثير أسوأ التوقعات. واضافت ان حالات الاصابة بالايدز والفيروس المسبب له اكثر بنسبة 50 في المئة من توقعات الخبراء الطبيين منذ عشر سنوات على رغم احراز تقدم في مجالي العلاج والوقاية. وقال الطبيب بيتر بيوت في مقابلة مع "رويترز": "واضح ان العالم لا يقدر حق التقدير مدى انتشار هذا المرض في المستقبل". وذكر المدير التنفيذي لهيئة مكافحة الايدز التابعة للامم المتحدة وهي الهيئة التي تقود معركة العالم ضد الايدز ان آخر الاحصاءات في آخر تقرير للهيئة عن المرض تشير الى ان الايدز سيودي بحياة ثلاثة ملايين شخص سنة 2000 وهو عدد يفوق أي عام سابق. وقال بيوت: "انه السبب الرقم واحد للوفيات في كثير من اجزاء العالم ... لكننا نرى للمرة الأولى انخفاض عدد الاصابات الجديدة في افريقيا اكثر من العام الماضي. الا اننا نتحدث عن 8،3 مليون شخص اصيبوا بفيروس "اتش.اي.في" في افريقيا وهو بالتالي عدد كبير". ومع تقدير ان 3،25 مليون شخص من البالغين والاطفال سيكونون مصابين بالايدز او الفيروس المسبب له بحلول نهاية العام فإن منطقة جنوب الصحراء الافريقية هي أسوأ منطقة منكوبة في العالم. ويقول آخر تقرير اعدته الهيئة عن الايدز ان واحداً من كل ثلاثة في بعض الدول الافريقية مصاب بفيروس "اتش.اي.في."، لكن بيوت قال ان بعض الدول مثل اوغندا وغامبيا والسنغال فيها عدد من المصابين بالفيروس المسبب للايدز أقل مما كان فيها منذ عشر سنوات ويعزى الفضل في ذلك الى طرق الوقاية الافضل. واستقرت نسب الاصابة في كينيا وزيمبابوي وبعض اجزاء جنوب افريقيا. والنساء هن الاكثر تضرراً بالمرض في افريقيا لأنه يسهل انتقاله من الرجال الى النساء. إلا ان الصورة في روسيا واوروبا الشرقية التي فيها اسرع معدل انتشار للايدز والفيروس المسبب له في العالم مختلفة الى حد كبير. وقال بيوت: "يرجع هذا الى استخدام الحقن عند تعاطي المخدرات الا انه يرجع اكثر الى انتقال المرض عبر الاتصال الجنسي سواء من خلال العلاقات الطبيعية او الشاذة ... انه امر مثير للقلق بشدة". ووافقت كبرى شركات الادوية على بيع عقاقير مقاومة للايدز لا تزال في مرحلة الاختبار بأسعار مخفضة للدول الفقيرة. الا ان بيوت اضاف انه حتى لو كانت العقاقير مجانية فستظل هناك مشكلات متعلقة بكيفية توفير هذه العقاقير لأكثر الجهات احتياجاً لها.