وسط تفاؤل حذر بتحقيق السلام بين اثيوبيا واريتريا، فتحت بعثة الأممالمتحدة الى البلدين أول معبر بري بينهما. لكن أديس أبابا قللت من أهمية هذا المعبر في تسريع الجهود نحو انهاء ازمة الحدود التي بدأت في أيار مايو 1998، وتوسعت الى حرب بين البلدين استمرت حوالى عامين. ولاحظت "الحياة" التي عبرت الممر مع القوات الدولية، الحذر والتأهب لدى قوات الجانبين. عبر قائد قوات الأممالمتحدة في اثيوبيا واريتريا الجنرال باتريك كامرات من مدينة عدي قيح في جنوب اريتريا الى منطقة عدي غرات الاثيوبية مروراً بمدينة سنعفي الاريترية التي تحتلها القوات الاثيوبية منذ أيار مايو الماضي. وتعتبر منطقة العبور التي افتتحت أول من أمس، 77 كيلومتراً احدى جبهات القتال السابقة التي شهدت أعنف المعارك بين البلدين خلال الحرب الحدودية التي استمرت أكثر من عامين. وقال الجنرال كامرات لدى عبوره الممر "ان الخطوة المقبلة في عملية السلام ستكون فتح معبرين بريين آخرين، ومعبر جوي". وأضاف: "ان افتتاح معبر عدي قيح - سنعفي - عدي غرات، خطوة ضرورية لانشاء المنطقة الأمنية العازلة ونشر 4200 جندي لحفظ السلام" ومراقبة تنفيذ اتفاق الجزائر الموقع بين البلدين في حزيران يونيو الماضي. ووصف فتح الممر بأنه "أهم خطوة في العملية السلمية". ولاحظت "الحياة"، التي شهدت افتتاح الممر وعبور الفريق الدولي من البلدين، حذراً واضحاً. إذ عبر جنود اريتريون عن شكوكهم في جدية السلطات ازاء انجاح عملية السلام. وأكدوا: "سنظل مستعدين لأي هجوم اثيوبي محتمل". وأشاروا الى القوات الاثيوبية "تواصل زرع الألغام وتحصين دفاعاتها في شمال سنعفي الاريترية". وكان واضحاً تأهب قوات الطرفين وحذرهما، اذ تفصل بينهما بضع مئات من الأمتار، وتضيق المساحة بحسب تداخل المنطقة الجبلية المرتفعة في داخل الأراضي الاريترية. وقال الجنرال كامرات ان خطوة افتتاح الممر تؤكد رغبة الطرفين في حل الأزمة الحدودية بينهما بالطرق السلمية. نحن واثقون جداً من موقف اثيوبيا واريتريا ورغبتهم الصادقة للتعاون مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لحل الأزمة بالطرق السلمية ومساهمتنا تأتي بدعوة من طرفي النزاع". وامتنع كامرات عن كشف أي تفاصيل لنقاط الخلاف بين اثيوبيا واريتريا لحل الأزمة بالطرق السلمية. وقال ان الاجتماع الأول للجنة التنسيق العسكرية المشتركة بين البلدين الذي يعقد في العاصمة الكينية نيروبي في الثاني من الشهر المقبل سيناقش التفاصيل العالقة بين البلدين. ومن المتوقع استكمال عملية انتشارالقوات الدولية 4200 جندي خلال الأسابيع القليلة المقبلة في عمق الأراضي الاريترية على امتداد 25 كيلومتراً. واستناداً الى اتفاق الجزائر، فإن القوات الاثيوبية تنسحب الى داخل أراضيها لدى انتشار القوات الدولية في الأراضي الاريترية. واعتبرت اثيوبيا أمس، ان فتح المعبر سيساهم فقط في تسهيل مهمة قوات حفظ السلام الدولية وتحركها في المنطقة. وانتقد الناطق الرسمي باسم الحكومة الاثيوبية هيلي كيروس جسيسي تصريحات الجنرال كامرات التي اعتبر فيها فتح المعبر خطوة مهمة في العملية السلمية. وقال: "ان هذه التصريحات تعرقل الجهود السلمية أكثر مما ستساهم في حلها".