تواصلت المعارك بين اثيوبيا واريتريا أمس لليوم الثاني بعد توقف استمر نحو ثمانية أشهر في اطار النزاع الحدودي الذي اندلع بينهما منتصف العام الماضي. وأعلنت وزارة الخارجية الاريترية أمس في بيان ان اثيوبيا شنت فجر أمس هجوماً ثانياً معززاً بطائرات هيلوكبتر، وان القوات الاريترية سحقت الهجوم من دون ان تذكر أية خسائر. لكنها أكدت في بيان آخر ان الهجوم الأول في قطاع مرب - ستيت الذي توجد فيه منطقة بادمي المتنازع عليها أسفر عن تدمير لواءين تدميراً كاملاً وأسر أكثر من مئة جندي أثيوبي اضافة الى تدمير عدد من بطاريات الصواريخ المضادة للدبابات. ويعتبر الاعلان عن الخسائر نهجاً جديداً للحكومة الاريترية، اذ أنها درجت على عدم الاعلان عن أي خسائر للطرف الآخر سواء في القوات أو المعدات خلال المواجهات السابقة. وتؤكد بيانات الخارجية الاريترية ان اثيوبيا هي التي بدأت الهجوم، بدليل ان العشرات من جثث الاثيوبيين متناثرة قرب الدفاعات الاريترية، وتشير الوزارة الى أنها مستعدة لاستقبال أي جهة تريد التحقق من ذلك. وأكدت مصادر ديبلوماسية الأنباء التي ذكرت ان اثيوبيا حولت مسار طيرانها المدني الى مطار نيروبي في كينيا. وذكرت ل "الحياة" ان هذا الاجراء يعد مؤشراً الى احتمال ادخال اثيوبيا سلاحها الجوي في المعركة. وقالت انه قد يعتبر أيضاً اجراء احتياطياً خشية استخدام اريتريا سلاحها الجوي الأمر الذي يمكن أن يهدد الطيران المدني الاثيوبي. الى ذلك، نصح الدفاع المدني الاريتري أول من أمس المواطنين بالتزام منازلهم وعدم التجمع في الأماكن العامة كخطوة احترازية في حال ادخلت الحكومة الاثيوبية سلاح الجو في المعركة. وقال مدير مكتب الرئيس الاريتري يماني قبر مسقل أمس ان خيار اريتريا ما يزال هو التزام الحل السلمي على رغم بدء اثيوبيا الحرب مجدداً. ونفى ان تكون اثيوبيا استولت على أي موقع في منطقة بادمي كما أشارت تقارير من أديس أبابا. وأكد ان حصيلة المعارك حتى الآن اضافة الى اللواءين اللذين تم تدميرهما، تدمير لواءين آخرين جزئياً، مشيراً الى أن قوات الدفاع الاريترية "امتصت الهجوم الاثيوبي الأول والثاني بكفاءة عالية". وفي اطار المساعي الديبلوماسية أ ف ب، غادر الموفد الخاص للأمم المتحدة في افريقيا محمد سحنون اديس ابابا امس متوجهاً الى نيروبي ومنها الى نيويورك لاطلاع الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي انان على اجواء الوساطة التي يقوم بها بين اثيوبيا واريتريا. وعقد سحنون لقاءات عدة مع المسؤولين الاثيوبيين منذ الخميس الماضي بعد أن أجرى محادثات مماثلة في أسمرا. وكان انان دعا أول من أمس الى وقف المعارك فوراً من أجل منح الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لإحلال السلام في المنطقة فرصة أكبر. الى ذلك، اعلنت السفارة الأميركية في العاصمة الاثيوبية انها "تشجع" مواطنيها في البلدين على مغادرتهما "طالما ان الطائرات لا تزال تقوم برحلاتها العادية". من جهة أخرى، نسبت الاذاعة الاثيوبية الى الكنيسة الارثوذكسية في اثيوبيا "سخطها" حيال الهجمات الاريترية التي "تعوق الجهود السلمية". وأضافت "من المؤسف ان تفرض اريتريا الحرب على اثيوبيا من دون ان تأخذ في الاعتبار الارادة الحسنة والصبر الذي يبديه الشعب الاثيوبي".