دمشق - رويترز - حققت سورية رقماً جديداً في انتاج القطن السنة الجارية، حيث يتوقع ان يصل الانتاج الى نحو 1.1 مليون طن من القطن المحبوب قبل فصل البذور مقابل نحو 900 الف طن العام الماضي، وهي اكبر كمية تنتج حتى الآن. وقال المدير العام ل"المؤسسة العامة لحلج وتسويق القطن" احمد سهاد جبارة لوكالة "رويترز" أمس، ان المؤسسة اشترت وتسلمت من المزارعين حتى أول من امس مليوناً و33 الف طن من القطن المحبوب مقابل 899 الف طن العام الماضي، وان عمليات التسلم لا تزال جارية حتى الآن. وتتوقع مصادر زراعية ان تصل كميات الانتاج الكلي الى نحو مليون ومئة الف طن من القطن المحبوب يبلغ ثمنها نحو 3.3 بليون ليرة سورية 152 مليون دولار وينتج عنها 375 الف طن من القطن المحلوج تقريباً بعد فصل البذور والمواد الشائبة الاخرى. وتقول المصادر ان سورية تسعى لتصدير نحو 267 الف طن من القطن المحلوج الى الاسواق العالمية بعد تلبية الطلب المحلي لمصانع الغزل والنسيج والتي تقدمت بطلبات لشراء 138 الف طن السنة الجارية. وأشار جبارة الى اهمية محصول القطن والانجازات التي تحققت في هذا المجال، لافتاً الى ان الأرقام تظهر "التقدم الكبير" في رعاية الثروة القطنية في سورية منذ عام 1970 وحتى الآن. وقال ان الانتاج حافظ على استقرار نسبي خلال العقود الماضية حتى منتصف التسعينات، حيث بدأ الانتاج يحقق قفزات نوعية كبيرة. وبلغ الانتاج عام 1970 نحو 384 الف طن من القطن، ثم انخفض قليلاً ليصل الى 378 الف طن عام 1980 قبل ان يعاود الارتفاع مجددا الى 423 الف طن عام 1990. وفي عام 1995، قفز الانتاج الى 604 آلاف طن وواصل الارتفاع تدريجاً حتى عام 1997، حيث كسر حاجز المليون طن بعدما "تكاملت الجهود" الهادفة الى زيادة المردود للمساحات المزروعة في الهكتار الواحد وتوسعت المساحات المروية في كافة المناطق التي تشتهر بزراعة القطن، خصوصاً في المناطق الشمالية الشرقية للبلاد. وتشير المصادر الزراعية الى ان مردود الهكتار الواحد ارتفع من 6.1 طن من القطن عام 1970 الى 4.3 طن عام 1996. وقالت مصادر وزارة الزراعة ان المساحة المزروعة السنة الجارية بلغت 236 الف هكتار في كافة المناطق المخصصة لزراعة القطن. وذكرت ان ارتفاع الانتاج السنة الجارية يعود للظروف البيئية المناسبة للزراعة والانبات خلال شهري نيسان ابريل وايار مايو على رغم هطول البرد والامطار وانخفاض درجات الحرارة الليلية التي أدت الى حدوث بعض الاضرار. واضافت ان الظروف البيئية بقيت خلال حزيران يونيو مناسبة على رغم تعرض البلاد اواخر حزيران وحتى نهاية تموز يوليو لموجات حرارية اختلفت شدتها ومدتها حسب المحافظات. واشارت مصادر "مؤسسة حلج وتسويق القطن" الى ان الكميات التي يتوقع عرضها للتصدير من القطن المحلوج ستطرح في عدد من الدول الاجنبية، بينها ايطاليا وفرنسا والمانيا وسويسرا واسبانيا والبرتغال وروسيا والصين وتشيخيا وبعض دول الشرق الاقصى، اضافة الى دول عربية مثل الاردن ولبنان ومصر والمغرب وتونس والجزائر ودول الخليج العربي. وقالت المصادر ان اهم اسباب نجاح السياسة التسويقية الخارجية خلال الاعوام الماضية السعي المستمر الى إرساء تقاليد وأسس سليمة من خلال احترام العقود المبرمة مع الجهات المتعاملة والتقيد بمواعيد الشحن والتسليم المطابقة للعقود وأمور أخرى. وقالت ان هذه الامور ساهمت في اكتساب السمعة الحسنة للقطن السوري في الاسواق العالمية اضافة الى المواصفات الجيدة التي تتمتع بها الاقطان السورية، كون قطفها يدوياً وتخضع لمراقبة مستمرة خلال كافة المراحل التي تمر بها الاقطان. وتشير مصادر اقتصادية الى ان ما يزيد على 20 في المئة من سكان سورية يعملون في مجال القطن زراعة وصناعة وتجارة وخدمات، وتتولى "المؤسسة العامة لحلج وتسويق الاقطان" عبر فروعها ومحالجها المنتشرة في البلاد شراء وتسويق الاقطان المحبوبة من المزارعين وحلجها وتخزينها، وتسويق الانتاج من اقطان محلوجة وبذور لحاجات الاستهلاك الداخلي لتأمين حاجات الصناعة وتصدير الفائض الى الخارج. وتقول مصادر صناعية ان الحكومة والقطاع الخاص يستثمران ما يزيد على 72.1 بليون دولار لتطوير الصناعات القطنية في سورية خصوصاً صناعة الغزل.