وصلت قيمة خسائر الشركات التابعة ل"المؤسسة العامة للصناعات النسيجية" السورية السنة الجارية الى ثلاثة بلايين ليرة 60 مليون دولار بعدما بلغت بليوني ليرة العام الماضي. وأدى استمرار الخسائر الى فقدان السيولة المالية لدى هذه الشركات. ومن أسباب الخسائر ارتفاع سعر القطن نحو 30 في المئة عن السعر العالمي، فيما ترى مصادر وزارة الزراعة ان ارتفاع سعر القطن يعود الى رغبة الدولة في تشجيع زراعته، ذلك ان كلفة انتاج كيلو غرام القطن تصل الى 28 ليرة سورية الدولار يساوي خمسين ليرة، في حين يصل سعر الشراء الى 30 ليرة. ويعزو الخبراء مشاكل صناعة الغزل والنسيج الى ارتفاع كلفة كيلو غرام القطن المحلوج الذي تبيعه المؤسسة الى 86 ليرة، بارتفاع 40 ليرة عن سعر التصدير الذي لا يتجاوز 46 ليرة سورية، ما يؤدي الى خسارة نحو 40 ليرة خلال عملية التصدير تسددها شركات الغزل والنسيج عندما تشتري من المحلج بسعر الكلفة. وتصل حالياً ديون "مؤسسة حلج وتسويق الاقطان" الى 75 بليون ليرة لصالح "المصرف التجاري"، وتبلغ مديونيتها على الشركات نحو 24 بليون ليرة و180 مليون ليرة لدوائر الدولة المختلفة و24 مليونا للقطاع الخاص. واوضحت مصادر المؤسسة انه من أصل 23 شركة تابعة للمؤسسة، "هناك 11 شركة خاسرة. اما الشركات 12 الأخرى فإن ارباحها تراجعت في شكل كبير". يذكر ان قطاع الصناعات النسيجية يأتي في المرتبة الثانية بعد قطاع النفط في سورية، حيث تبلغ نسبة الاستثمارات الموظفة في مجال الغزل و النسيج و الألبسة الجاهزة اكثر من 30 في المئة من حجم الاستثمارات الموظفة في مجال الصناعة، التي تبلغ قيمة ناتجها المحلي 35.9 بليون ليرة، ويعمل فيها 36 في المئة من القوى العاملة في مجال الصناعة، علماً ان عدد العاملين في الصناعات التحويلية يتجاوز مليون شخص. ويبلغ انتاج القطن نحو مليون طن سنوياً، وتصدر سورية نحو 260 الف طن من اجمالي الانتاج الى الاسواق الخارجية فيها تحتفظ بالكمية المتبقية لتصنيعها محلياً. ويأتي الغزل في مقدمة الانشطة المحركة للصناعة والاقتصاد السوري لعلاقته بقطاع الزراعة من جهة وقطاعات النسيج ومشتقاته والقطاعات الانتاجية والحرفية المرافقة من جهة أخرى.