قال مسؤول في حزب الشعب الباكستاني ان زوج رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو سيكون مرشحا للرئاسة في خطوة ستكون مثيرة للجدل اذا احتفظ منصب الرئيس بصلاحيات قوية . وتعد مسألة اختيار شخص يحل محل برويز مشرف الذي استقال الاثنين الماضي والذي لم يحظ حكمه بتأييد معظم الباكستانيين واحدة من بين عدد من القضايا التي تشغل اهتمام الاحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم مع تزايد المشكلات الاقتصادية والامنية . وقال حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه اصف علي زارداري انه يريده ان يخوض المنافسة على منصب الرئيس الذي سينتخبه المشرعون في السادس من سبتمبر ايلول . وقال ميان رضا رباني المسؤول الكبير بالحزب في مؤتمر صحفي " وافق زارداي على اختيار حزب الشعب الباكستاني له بالاجماع وسيكون مرشح الحزب ." ولم يعلن اي مرشح اخر عزمه المنافسة على المنصب . ورفض زعيم ثاني اكبر حزب في باكستان والذي يشارك في الائتلاف غير مستقر مع زارداري التعليق في وقت سابق على ترشيح زارداري المتوقع لكنه قال انه يجب تجريد المنصب من صلاحيات لا سيما المتعلقة بحل البرلمان . ويشهد الائتلاف الحاكم بزعامة حزب بوتو انقساما بسبب خلاف حول القضاة المعزولينمع تهديد الحزب الثاني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسبق نواز شريف بالانسحاب من الائتلاف . وأدى انعدام الامن وحالة عدم اليقين بشأن مستقبل الحكومة والقلق على الاقتصاد إلى تقويض ثقة المستثمر وهبوط اسواق المال بشكل كبير في باكستان . وانتعشت الاسهم الباكستانية وارتفعت عملة البلاد عندما استقال مشرف يوم الاثنين الماضي لكنها تراجعت مع عدم وجود نهاية في الافق للتشاحن الداخلي بين الحزبين الرئيسيين . وتراجعت الروبية االى مستوى منخفض جديد عند حوالي 77.15 امام الدولارلكنها اغلقت عند .76.10.20 واغلقت الاسهم منخفضة بنسبة 2.4 في المئة . وكانت البورصة الباكستانية ارتفعت على مدى ست سنوات متوالية حتى 2007 وكانت من افضل الاسواق اداء في اسيا خلال تلك الفترة لكنها تراجعت بنسبة 29 في المئة تقريبا هذا العام . وفي الوقت الذي يتشاحن فيه الساسة في باكستان تصاعدت أعمال العنف في البلاد إذ قتلت قوات باكستانية 35 متشددا في قتال بوادي سوات شمال غربي العاصمة إسلام آباد اليوم بعد وقت قصير من هجوم انتحاري بسيارة ملغومة أسفر عن مقتل ثمانية من رجال الشرطة . وقتل مهاجمان انتحاريان يوم الخميس نحو 70 شخصا خارج المجمع الرئيسي للصناعات الدفاعية في باكستان قرب إسلام آباد . وتوجه مسؤولون كبار من حزب بوتو في وقت سابق الى لاهور لمناقشة مسألة الرئاسة مع شريف . ولم يقدم شريف ردا واضحا بشأن ترشيح زارداري وقاله انه يتعين عليه مناقشة الامر مع حزبه . لكنه قال انه يريد تجريد منصب الرئيس من الصلاحيات التي تخول له حل البرلمان . وقال شريف بعد ذلك انه اذا احتفظ منصب الرئيس بهذه الصلاحيات فانه يرغب في ان يتولى السلطة رئيس محايد . وقال في مؤتمر صحفي " يجب ان يكون شخصا ذي شخصية قومية وله مكانة قومية ولا ينتمي لحزب ." وقال رباني المسؤول بحزب بوتو ان مسألة ما اذا كان سيتم تجريد منصب الرئيس من صلاحيات يجب التعامل معها بعد الانتخابات الرئاسية . ويقول المحللون ان زارداري لن يريد على الارجح ان يكون رئيسا شرفيا محضا . وكان حزب الشعب وحزب شريف خصمين لدودين في التسعينات حين تعاقبت بوتو وشريف على رئاسة الحكومة . ويقول المحللون ان المعارضة لمشرف جمعت بين الحزبين لكن من المحتمل ان تزداد خلافاتهما الان بعد تركه منصبه . ويدور الخلاف الرئيسي بينهما حول مصير القضاة الذين عزلهم مشرف العام الماضي . ويطالب شريف باعادة القضاة الى مناصبهم وهدد بسحب حزبه من الائتلاف ما لم يتم ذلك بحلول يوم الاثنين . ويقول محللون ان حزب بوتو متردد في اعادة القضاة بسبب القلق من ان ينظر كبير القضاة المخلوع في طعون في عفو كان قد منح لزارداري وزعماء اخرين بالحزب عن تهم بالفساد العام الماضي .