تتربع أشهر ملكات مصر التي أغوت قبل أكثر من ألفي سنة أباطرة الرومان، في معرض فني كبير يقام في قصر ريسبولي التاريخي وسط العاصمة الايطالية روما ويستمر حتى 25 شباط فبراير المقبل، لينتقل بعد ذلك الى المتحف البريطاني مدة خمسة أشهر، ثم الى شيكاغو في الولاياتالمتحدة. ويضم المعرض نحو 360 قطعة أثرية من 28 متحفاً و13 دولة، من تماثيل مختلفة الأحجام مصنوعة من المرمر والغرانيت أو النحاس، ومجوهرات ومصوغات وحلي وعملات، ورسوم وموزاييك، وأوانٍ زجاجية وفخارية تبرز دور الحضارة المصرية العريقة وتاريخها الطويل في الإبداع والابتكار والتنوير. وتمثل الملكة الأسطورة التي تم اختيارها عن آخر فراعنة مصر منذ عام 51 قبل الميلاد وهي لم تبلغ السابعة عشرة من عمرها بعد وفاة والدها بطليموس الثاني. والمعرض زينت قاعاته بالديكورات الضوئية والأعمدة الفرعونية ووضعت فيه النماذج البلاستيكية للأهرامات وأبي الهول والمسلات الفرعونية. وصبغت جدران الصالات باللونين الأسود والذهبي. يمثل المعرض مراحل حياة الملكة كليوباترا التي طالما أشادت الفنون وعلى رأسها الفن السابع بجمالها. ويركز على الدور الذي لعبته مدينة الاسكندرية والنفوذ اليوناني في تلك الفترة، ودور البطالمة الذين دام حكمهم في مصر من عام 323 حتى عام 30 قبل الميلاد، وكانت كليوباترا آخر ملكة لهم. ومن التماثيل المعروضة، وبخاصة تلك الآتية من مصر وعددها 43 قطعة رأس الملكة كليوباترا ورأس الملك بطليموس وتمثال يوليوس قيصر، وتمثال القائد الروماني مارك انطونيو. ويستطيع الزائر أن يكون فكرة عن هذه المرأة التي ظلت خالدة في التاريخ، وكانت صغيرة وقصيرة القامة، نحيلة، تلف شعرها خلف رأسها. تضع اللون الأحمر على خديها وتصبغ جفنها العلوي باللونين الأزرق والأسود، وجفنها السفلي باللون الأخضر. إلا أن هذه الملكة كانت تمتلك حيوية ثقافية متميزة، فهي كانت قارئة نهمة تتقن لغات عدة، سرعان ما وقع بحبها يوليوس قيصر الذي تزوج منها وأنجبا طفلاً سمّياه سيزاريون وأصبح فرعوناً لفترة قصيرة. كليوباترا تحولت الى رمز للجمال على شاشة السينما. وقد تسابقت نجمات السينما العالمية الى تجسيدها في الكثير من الأفلام، وكانت سبباً في شهرتها. وللمرة الأولى وقف موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب على المسرح كمطرب وممثل في دور مارك انطونيو في مسرحية كليوباترا مع منيرة المهدية التي قامت بدور كليوباترا. إلا أن أبرز وأشهر الأفلام كان من تمثيل اليزابيث تايلور عام 1963 مع ريتشارد بيرتون. أما الفيلم الجديد فسيكون من تمثيل عارضة الأزياء السابقة والممثلة الايطالية الجميلة مونيكا بيلوجي تحت عنوان "اكسترا وكليوباترا".