نفى جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي أن يكون رئيسه عاموس مالكا تطرق الى مسألة تدخل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الحملة الانتخابية في الدولة العبرية. وأصدر رئيس الاستخبارات بياناً توضيحياً خرج فيه عن صمت الجهاز المعروف ليفند قول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو نقلاً عن مالكا ان "تدخل عرفات في الحملة الانتخابية مشحون بمواد ناسفة". وأعرب الجيش عن غضبه من محاولات نتانياهو "جر رئيس الاستخبارات الى معمعة الجدل الحزبي". وكان نتانياهو اتهم السلطة الفلسطينية بالتدخل في الانتخابات الاسرائيلية لصالح منافسه زعيم حزب العمل ورئيس قائمة "اسرائيل واحدة" الانتخابية ايهود باراك. وفي محاولة لاضفاء صدقية على اتهاماته قال نتانياهو أول من أمس ان رئيس الاستخبارات العسكرية نفسه اعترف بوجود هذا التدخل ووصفه بأنه بمثابة "مواد ناسفة". وأكد بيان النفي الذي اصدرته الاستخبارات العسكرية أمس ان مالكا "رفض التطرق سواء داخل الحكومة أو المجلس الوزاري المصغر الى هذه المسألة لأن الحديث يدور عن معلومات ذات قيمة حزبية فقط وليس معلومات ذات قيمة استخبارية". وأكدت مصادر اسرائيلية ان نتانياهو "فوجئ" ببيان الناطق العسكري وأن مساعديه حاولوا التخفيف من تأثيره على الناخب الاسرائيلي. وقالت مصادر في مكتب نتانياهو ان أقوال رئيس الوزراء عن تدخل رئيس السلطة الفلسطينية في الانتخابات "تستند الى بيانات فلسطينية رسمية وليس الى مواد استخبارية مصنفة، وهذه البيانات تترجم من قبل الاستخبارات الاسرائيلية وتنقل الى مكتب نتانياهو تحت عنوان "للاطلاع المحدود". وجاء نفي رئيس الجهاز الاستخباراتي سريعاً لتفادي الخطأ الذي وقع فيه سلفه موشيه يعلون الذي أشار في مؤتمر صحافي عشية الانتخابات الاسرائيلية في العام 1996 ان لدى جهازه معلومات "استخبارية مؤكدة" عن محاولات ايرانية لمساعدة نتانياهو على وقف العملية السلمية واسقاط منافسه في ذلك الوقت شمعون بيريز من خلال الايعاز ل "حركة المقاومة الاسلامية" حماس بتنفيذ عمليات عسكرية كبيرة.