أعلنت مصادر البنك الدولي ان نائب رئيس البنك رئيس مجلس المستشارين لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا جان لوي سربيب، ينوي زيارة سورية ولبنان مطلع السنة المقبلة بعدما تسلم منصبه اخيراً خلفاً للسيد كمال درويش، لدرس البرامج الموضوعية لمحاربة الفقر والبطالة والفساد والاحتياجات والتمويل المتوافر له. وكان سربيب شارك في الاجتماع الدوري لمجلس المستشارين لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا مينا في البنك الدولي الذي اختتم اعماله في شرم الشيخ اخيراً، واتفق المشاركون على "ان محاربة الفقر ورفع مستويات المعيشة من اهم عوامل الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي الذي يضمن الاستقرار الامني والسياسي"، ورأوا ضرورة تسريع الاصلاحات الاقتصادية في بلدان المنطقة على المبدأ الذي تبناه البنك "الشراكة للتطوير" والذي تحول البنك بموجبه من مجرد مؤسسة للاقراض الى بنك للمعلومات يقدم المشورة والمساعدة اللازمتين لوضع وتنفيذ سياسات الاصلاح الاقتصادي. وكان الاجتماع الذي حضره الى جانب سربيب مستشارون من معظم الدول العربية وايران وخبراء وفنيون من البنك تضمن ورشات عمل عدة ومناقشات عامة، اظهرت انه على رغم الفقر السائد في الشرق الاوسط وشمال افريقيا فإن نسبة الذين يعيشون على اقل من دولار واحد في اليوم تبلغ 0.5 في المئة من مجموع السكان، في حين ان هذه النسبة تبلغ 44.4 في المئة في منطقة جنوب آسيا و25.7 في المئة في افريقيا جنوب الصحراء و22.7 في المئة في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ، اما نسبة الذين يعيشون على دولارين في اليوم الواحد من مجموع السكان فتبلغ ثلاثة في المئة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا و38.9 في المئة في جنوب آسيا و17.4 في المئة في افريقيا جنوب الصحراء و31.5 في المئة في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ. وأظهرت الدراسات المقدمة الى الاجتماع ان حكومات دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا من اكثر الحكومات انفاقا وتوظيفاً قياساً الى عدد السكان. وتصل نسبة الانفاق الحكومي فيها الى نسبة 10 في المئة من الناتج القومي. واتفقت على ان الاصلاح الاداري للدولة يجب ان يبدأ باصلاح الرواتب والاجور كي تتمكن الدولة من استقطاب الكفاءات من جهة ومن مطالبة الموظفين بتحسين أدائهم ما يؤدي الى تحسين الخدمات والقضاء على اهم المشاكل وهي الفساد. ولفتت الى ان ذلك يتطلب برنامجاً وطنياً لتمويل الاصلاح وانشاء مدارس مهنية لمختلف الاختصاصات والمراحل تعطى الفرصة لدخولها لكل من لم يتمكن من متابعة التعليم العام والجامعي بحيث لا يترك احد من هؤلاء في الشارع. ورأى المشاركون ان اسرع السبل يأتي عبر تطوير الصناعة السياحية في دول المنطقة خصوصاً ان هذه الدول مؤهلة عموماً للجذب السياحي وتطوير تقنيات المعلومات والبرمجة.