تعرض ديك تشيني المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس لوعكة صحية استدعت نقله الى المستشفى. وجاء ذلك اثر نكسة قضائية اصيب بها الجمهوريون نتيجة قرار المحكمة العليا في ولاية فلوريدا التجاوب مع طلب المرشح الديموقراطي للرئاسة آل غور احتساب نتائج الفرز اليدوي الجاري في ثلاث من مقاطعات الولاية. اوستن، تالاهاسي - رويترز، ا ف ب - قال ناطق باسم حملة المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية جورج بوش ان ديك تشيني شريك بوش في الحملة المرشح لمنصب نائب الرئيس، دخل الى مستشفى في واشنطن امس وهو يعني ألماً في الصدر. وقال اري فليشر مستشار بوش: "في وقت مبكر من الصباح، شعر تشيني بألم في الصدر وذهب الى المستشفى كاجراء وقائي". واضاف ان فحوصات عدة اجريت لتشيني 59 عاما وانه يستريح في مستشفى جورج واشنطن الذي لا تفصله عن البيت الابيض سوى بضع بنايات. وقالت كارين هيوز الناطقة باسم الحملة الانتخابية لبوش ان رسم القلب الذي اجري لتشيني، لم يظهر اي تغيير، وتحاليل الدم تشير الى ان انزيمات القلب طبيعية. وأضافت: "انتهت متاعبه الان وهو في المستشفى للمزيد من الفحوصات". وكان تشيني، وهو وزير دفاع سابق، قد عانى في السابق مشكلات في القلب واجريت له جراحة لتغيير الشرايين عام 1988. واصيب تشيني بثلاث ازمات قلبية بسيطة، كانت الاولى في اواخر السبعينات والثانية عام 1984 والثالثة في 1988. وحصل اخيراً على تقارير طبية تثبت انه يتمتع بحال صحية جيدة لدى قبوله عرض بوش ان يخوض الانتخابات الى جانبه مرشحاً لمنصب نائب الرئيس. المحكمة العليا وعلى صعيد آخر، حقق المرشح الديموقراطي للرئاسة آل غور انتصارا قضائيا مهما بعد قرار المحكمة العليا في فلوريدا السماح بمواصلة عمليات فرز الاصوات يدوياً، مما يعطيه فرصة لتعويض الفارق بينه وبين بوش. وامر القضاة السبعة في المحكمة العليا في قرار تم التصويت عليه بالاجماع مساء اول من امس، السلطات في الولاية بان تاخذ في الاعتبار نتائج فرز الاصوات اليدوي في بعض المقاطعات. واعتبرت المحكمة العليا بالاستناد الى احكام قضائية ثابتة وانطلاقا من "الاهمية الحيوية للحق في التصويت"، انه يجب اخذ تلك النتائج في الاعتبار في الفرز النهائي للاصوات. الا ان القضاة فرضوا على المقاطعات مهلة خمسة ايام اي حتى مساء 26 الشهر الجاري او صباح 27 منه، لانهاء عمليات الفرز اليدوي ونقل النتائج الى اللجنة الانتخابية في فلوريدا. وتفسح هذه المهلة في المجال امام الجانبين للاعتراض امام القضاء على النتائج الرسمية للانتخابات قبل اجتماع الندوة الانتخابية لتكريس انتخاب الرئيس. وقال المعلق السياسي في شبكة "ان بي سي" التلفزيونية تيم روسيرت: "انه خبر سار جدا بالنسبة الى غور الذي لا يملك الان ما يكفي من الاصوات للفوز بعد الفرز الاول الا انه في موقع جدي جدا للحاق ببوش وتجاوزه". ولا يفصل بين المرشحين بعد الفرز الاولي الالي لبطاقات الاقتراع الا 930 صوتا من اصل اكثر من ستة ملايين صوت في فلوريدا. واشارت النتائج الجزئية لفرز الاصوات الجاري في ثلاث مقاطعات هي ميامي-ديد وبرووارد وبالم بيتش الى ان غور لم يسجل حتى الان اي تقدم واضح في الاصوات من شأنه ان يثير قلق منافسه. واشارت شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الى ان غور جمع بفضل عمليات الفرز الجديدة 266 صوتا اضافيا مساء اول من امس. الا انه لم يتم بعد فرز الاف بطاقات الاقتراع موضع الخلاف. واعلن ديفيد بويس محامي غور: "اننا نعتقد اننا نملك ما يكفي من الاصوات". موقف الجمهوريين ولم يصدر عن حاكم تكساس جورج بوش اي رد فعل على قرار المحكمة، لكن مبعوثه الى فلوريدا جيمس بيكر انتقد بحدة القضاة السبعة. وقال: "بعد اسبوعين من الاقتراع الرئاسي غيرت المحكمة قواعد اللعبة، انه امر غير عادل وغير مقبول". واضاف: "سندرس الامر لنرى ما يمكننا فعله لتصحيح هذا القرار غير العادل". ولم يشر بوضوح الى احتمال التقدم بطلب استئناف امام المحكمة العليا الفيديرالية، لكنه اكد ان "كل الخيارات مطروحة". ويعتقد عدد كبير من المحللين ومحامو آل غور ان المحكمة العليا لن تقبل النظر في الطلب لانه يتعلق بالسلطات القضائية في فلوريدا فقط. لكن فريق بوش رفض استبعاد امكان عرض القضية على القضاء الفيديرالي. وحتى اذا بقيت مجمدة في فلوريدا، فانهم يستطيعون اللجوء الى الطعن باي نتيجة رسمية تشمل الاصوات التي تم فرزها يدويا. ويعزز القرار الذي اتخذته المحكمة العليا فرص وصول غور الى البيت الابيض ويسمح له بكسب الرأي العام، كما فعل بعد اعلان القرار، بتأكيده ان على الجانبين تخفيف حدة التلاسن بينهما. ولكن، اذا كانت المحكمة العليا أمرت بضم النتائج المعدلة الى النتيجة النهائية، فإنها لم توضح المعايير التي يجب ان يتبعها الذين يقومون بفرز الاصوات لرفض البطاقات التي تثير خلافا او فرزها لمصلحة احد المرشحين. كما ان المحكمة فرضت موعداً محدداً لانهاء الفرز اليدوي، ما جعل المقاطعات المعنية في سباق مع الوقت لاتمام مهمتها.