تطلع الأميركيون ومعهم العالم بأسره إلى نتائج فرز بضع مئات من أصوات المقترعين خارج ولاية فلوريدا، والتي ستعلن مساء اليوم ظهراً بتوقيت الولاية، لعلها تحسم المعركة المستمرة منذ عشرة ايام، اذا لم يطرأ جديد على صعيد المواجهات القضائية بين المرشحين الرئاسيين الديموقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش. راجع ص 7 وحقق المرشح الجمهوري امس، نصراً قضائياً مهماً على غور، فيما اكد شريكه في السباق المرشح لمنصب نائب الرئيس ديك تشيني أن بوش سيعلن نفسه رئيساً للولايات المتحدة فور ظهور نتائج فرز بطاقات المقترعين في الخارج، اذا جاءت النتائج لمصلحته، كما يتوقع مراقبون. لكن الديموقراطيين لجأوا الى المحكمة العليا في فلوريدا للطعن في قرار عدم احتساب نتائج الفرز اليدوي في النتائج النهائية للاقتراع في فلوريدا. وتسارعت التطورات في هذه الولاية المتنازع عليها بعدما حكم قاض في الولاية صباحاً، لمصلحة تجاهل نتائج الفرز اليدوي الذي طالب به الديموقراطيون على أمل ان يحقق لمرشحهم تقدماً على منافسه. ويحتفظ بوش حالياً بثلاثمئة صوت زيادة عن غور نتيجة فرز آلي جرى في انحاء الولاية غداة الانتخابات الرئاسية. وفي حال فشل معسكر غور في نقض الحكم الأخير امام محكمة الاستئناف، تصبح لنتائج اصوات المقترعين في الخارج ويقدر عددهم ب2500، كلمة الفصل في هذا النزاع المستمر منذ عشرة ايام. وكان القاضي تيري لويس الذي رأس جلسة في مقاطعة ليون صباحاً، رفض طلباً قدمه الديموقراطيون لفرض نتائج الفرز اليدوي في فلوريدا على امل الطعن في المهلة التي حددتها وزيرة الداخلية في الولاية كاثرين هاريس لتسليم النتائج. ومعروف أن المهلة التي حددتها هاريس انتهت الثلثاء الماضي، من دون ان تتيح لمقاطعات ذات غالبية ديموقراطية استكمال الفرز اليدوي، فتوقف الفرز في مقاطعتين على الاقل. وجاء حكم القاضي لويس أمس، مؤيداً لقرار هاريس التي كانت أعلنت أنها لن تأخذ نتيجة هذا الفرز بعد تجاوز المهلة المحددة. ويخشى بوش ان تؤدي اعادة الفرز يدوياً الى خسارته ولاية فلوريدا، وبالتالي الانتخابات الرئاسية، لأن المقاطعات التي تنوي الفرز يدوياً معظمها ديموقراطية. وفي وقت نقل وزير الخارجية السابق جيمس بيكر، الذي يمثل بوش في فلوريدا، عن الاخير ارتياحه الى قرار لويس وترقبه اصوات المقترعين في الخارج لحسم المعركة من دون تأخير، اكد وزير الخارجية السابق وارن كريستوفر الذي يمثل غور في الولاية، ان الأخير لن يعترف بنتائج تعلن اليوم، وذلك في انتظار نتائج الفرز اليدوي. واذا استمر غور في رفض قرار الولاية اعلان النتائج اليوم، ينتقل السجال الى المحاكم العليا، علماً ان القضاء في الولاياتالمتحدة لا يستطيع اختيار الرئيس، بل قد يحكم في بعض الأمور، ومنها الاعتراف بنتيجة الفرز اليدوي أو عدمه، ما يؤثر مباشرة في نتيجة الانتخابات.