صدر عن دار النشر البريطانية "تيمز أند هادسون" كتاب "دمشق... الكنوز المخفية للمدينة القديمة" من تأليف الصحافية بريجيد كينان. سبق لبريجيد كينان أن عملت في صحيفتي "صانداي تايمز" و"أوبزرفر" قبل أن تصدر كتابها "رحلات في كشمير"، وتتفرغ للاهتمام بابداعات الحضارات القديمة ومظاهرها العمرانية والثقافية. وهي أمضت وقتاً طويلاً في العاصمة السورية مع زوجها الديبلوماسي، الأمر الذي ساعدها على فهم الاطار التاريخي للمرجعيات الثقافية التي جمعتها في كتاب "دمشق". وكان يرافقها في هذه المهمة المصور الفوتوغرافي تيم بيدو الذي تألقت موهبته على صفحات المجلات المتخصصة في الهندسة المعمارية وفنون الزخرفة الداخلية. ومن أشهر الكتب التي ضمت صوره المميزة كتابه عن بلدان افريقيا الشرقية. أما في كتاب "دمشق" فيتحفنا ب214 صورة مميزة. والهدف الأساسي من نشر هذا الكتاب الحفاظ على الثروات المعمارية والتحف الهندسية التي تجمّل أقدم مدينة ظلت مأهولة منذ تأسست في الألف الثالثة قبل الميلاد. اختارت المؤلفة مجموعة من القصور والمنازل القديمة لتصف روعة تصاميمها وأرضية حجراتها الرخامية، وجدرانها العالية المطلية بألوان الذهب والآجر القرمزي. وعرض المصور لوحات تمثل نوافير المياه وأحواض المزهريات المُقامة في فناء الدار. كما عرض صوراً جذابة للزجاج البرّاق الملون الذي اختاره الكثير من المستشرقين وبينهم الديبلوماسي البريطاني السابق "لايتون" وهو الذي نقل منزله الدمشقي الى متحف صغير يحمل اسمه في لندن. وبين أسماء البيوت المختارة في هذا المجال: بيت مجلد وبيت اليوسف وبيت العظم وبيت اسطنبولي وبيت قاسم وبيت شامية وبيت نظام وبيت الباشا وبيت دحداح وبيت كزبري وبيت شيرازي وبيت طيبي وبيت القوتلي. وقدمت الكاتبة لمحة تاريخية عن أهم الركائز الحضارية والدينية التي تغني المشهد الدمشقي كتماثيل العظماء المحيطة بالجامع الأموي وقبر صلاح الدين الأيوبي. وذكرت أن دمشق شكّلت دائماً المدخل التاريخي لصهر الثقافات، وربط الماضي بالحاضر. والشاهد على ذلك معالم التنقيبات الأثرية والمكتشفات. وشددت على النواحي المعمارية المجسدة في الأبنية العتيقة والرسوم الفسيفسائية والسيراميك المتعدد الألوان، والأدوات الفخارية والمجسمات الهندسية. وتؤكد دار "تيمز أند هادسون" انها أصدرت طبعة رابعة من الكتاب بعد مرور ثمانية أشهر على الاصدار الأول، بسبب الرواج الذي لقيته هذه الموسوعة الثقافية -000 السياحية 30 ألف نسخة. وهذا ما شجع "مؤسسة كريم رضا سعيد" على إعداد مشروع مماثل يتلخص في إصدار كتاب عن مدينة حلب، يكون بمثابة موسوعة تاريخية وثقافية وحضارية عن منطقة سورية تختزن روائع العصور الغابرة.