ذكرت مصادر في جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر أن أجهزة الأمن بدأت مساء أمس بشن حملات على رموز الجماعة وأعداد من المحامين المنتمين إليها، بعد ساعات من قرار اصدرته نيابة أمن الدولة قضى بحبس السيد مسعود السبحي سكرتير المرشد السيد مصطفى مشهور. وربطت المصادر بين الحملة الجديدة والنتائج الايجابية التي حققها مرشحو الجماعة في الانتخابات البرلمانية التي انتهت الجولة الأولى من المرحلة الثالثة لها أول من أمس. وعلى رغم فشل نائب المرشد المستشار مأمون الهضيبي وابن مؤسس الجماعة المحامي سيف الإسلام حسن البنا في تخطي تلك الجولة وخروجهما من السباق، إلا أن سبعة آخرين من رموز "الاخوان" حصلوا على أصوات مكنتهم من دخول جولة الإعادة الثلثاء المقبل. وعزت اوساطهم سقوط الهضيبي والبنا إلى "اجراءات أمنية وإدارية اتخذت حالت دون تمكن ناخبيهما من الوصول إلى لجان الاقتراع". واتهمت النيابة السبحي ب "قيادة تحرك يهدف إلى استغلال انتخابات الاعادة لإثارة الجماهير ضد الحكومة القائمة في البلاد، وتصوير اجهزة الأمن اثناء قيامها بالتصدي لتجاوزات أنصار المرشحين كأنها تتدخل في العملية الانتخابية". وأصدرت قراراً بالقبض على أكثر من 20 من قادة الجماعة بينهم عدد من المحامين من المرشحين لخوص انتخابات نقابة المحامين، ومنهم: جمال تاج وبهاء الدين عبدالرحمن وهشام الكومي وعادل عبدالكريم وعلام محمد علام وفتحي العفيفي. ولاحظت المصادر أن لائحة المطلوبين ضمت محامين مقيمين في محافظات لن يخوض فيها أي مرشح ل"الإخوان" انتخابات الإعادة، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن بدأت مساء بدهم منازل المتهمين للقبض عليهم. ورجحت أن تكون الحملة الجديدة "رسالة إلى الإخوان ليكتفوا بما حصلوا عليه من مقاعد في المرحلتين السابقتين وتفادي العمل على زيادتها خلال جولة الإعادة الحاسمة". وكانت الجماعة حصلت على 15 مقعداً مما جعلها الكتلة البرلمانية الأكبر في البرلمان المقبل بعد الحزب الوطني، إذ حققت الأحزاب التي تتمتع بالشرعية مجتمعة عشرة مقاعد فقط. وتأتي الحملة الجديدة على "الإخوان" في سياق جدل شديد يدور في أوساط الحزب الوطني الحاكم حول مغزى نتائج الانتخابات بعد سقوط أعداد غير قليلة من رموزه في الجولتين الأولى والثانية، وكذلك فشل أكثر من نصف مرشحيه الرسميين. راجع ص5