وصفت المملكة العربية السعودية التهديدات الإسرائيلية للبنان بأنها "مهزلة"، وأكدت مساندتها له خلال زيارة العمل التي بدأها رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري للرياض، حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وأفادت "وكالة الأنباء السعودية" أن الأمير عبدالله بحث والحريري في العلاقات الثنائية، وعرضا أهم الأوضاع عربياً وإسلامياً ودولياً. وفور وصول الحريري الى الرياض أجرى محادثات مع الأمير سلطان الذي استنكر "تهديدات اسرائيل للبنان ومحاولاتها تحميله مسؤولية توتر الأوضاع في الجنوب". ووصف ذلك بأنه "من مهازل إسرائيل المعروفة، لأن لبنان بلد سلام ومحبة ولم يكن معتدياً في يوم من الأيام". وأكد وقوف السعودية الى جانب لبنان ومساندتها إياه باستمرار. وقال الحريري ل"الحياة" إن محادثاته في الرياض "تأتي في اطار التشاور والتنسيق المستمرين مع المملكة في كل القضايا التي تهم لبنان والسعودية والعالم العربي". وعلمت "الحياة" أنه عرض مع القادة السعوديين الأوضاع الاقتصادية والسياسية في لبنان، وانعكاسات الأحداث في الشرق الأوسط على هذا البلد. ورفض أن يؤكد أو ينفي هل سيطلب من السعودية مساعدة لبنان على تجاوز أزمته الاقتصادية، مكتفياً بالقول إن "المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لم تتوان ولن تتوانى عن مساعدة لبنان في المجالات السياسية والاقتصادية". مصادر قريبة الى الحريري ذكرت أن هدف زيارته الرياض وجولته العربية هو "البحث الدائم عن مصالح لبنان السياسية والاقتصادية والعمل لتطوير العلاقات الايجابية بينه وبين الدول العربية". وعلمت "الحياة" أن محادثات الحريري في الرياض يتوقع ان تسفر عن مزيد من الخطوات الايجابية السعودية لدعم الوضع الاقتصادي المتأزم في لبنان. وعلى رغم أن المصادر لم تفصح عن هذه الخطوات، يتوقع ان تشمل استعجال بعض مشاريع التنمية التي يمولها صندوق التنمية السعودي في لبنان، والمساعدة في اعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني عربياً وفي المحافل الاقتصادية الدولية. وجاءت زيارة الحريري الرياض في بداية جولة عربية تشمل ليبيا والمغرب. زيارة ليبيا وسيغادر الحريري اليوم الى ليبيا التي وُصفت زيارته لها بأنها "مهمة" ليس لأنها الأولى فقط، بل وكذلك لأن هدفها الأساسي هو البحث في مصالح لبنان الاقتصادية مع ليبيا، حيث ما زال حوالى 15 ألف لبناني يعملون، وحوالى 15 ألف فلسطيني من حملة الوثائق اللبنانية. وترى أوساط رئيس الحكومة اللبنانية ان من المهم المحافظة على علاقات ايجابية مع طرابلس الغرب، من أجل المحافظة على مصالح هؤلاء في ليبيا، لأن توتر العلاقات معها قد يدفع سلطاتها الى الاستغناء عنهم، مما يفاقم المشكلة الاقتصادية، خصوصاً ان الفلسطينيين الذين يحملون الوثائق اللبنانية سيضطرون الى العودة الى لبنان اذا تم الاستغناء عن خدماتهم. وثمة مصالح تجارية اقتصادية كبيرة لرجال أعمال وتجار لبنانيين مع ليبيا، يعتقد انها هي التي دفعت الحريري الى زيارة طرابلس الغرب، خصوصاً انه لمس ان العلاقات معها لم تصل بعد الى مرحلة القطيعة، خلال محادثاته مع مبعوث الرئيس معمر القذافي السيد أحمد قذاف الدم في بيروت قبل أكثر من أسبوع. وأوجدت زيارة قذاف الدم أجواء ايجابية بين لبنان وليبيا، بعد التوتر الذي أدى الى سحبها سفيرها في بيروت علي محمود ماريا، مع ابقاء بعثتها الديبلوماسية. ودفعت تلك الاجواء الحكومة اللبنانية الى التدخل لإخلاء المقر القديم للسفارة الليبية في بئر حسن من مهجرين كانوا يحتلونه، بعدما دفعت لهم تعويضات، كبادرة حسن نية حيال ليبيا وللتمهيد لانجاح زيارة الحريري. وكشفت مصادر الحريري انه سيركز خلال محادثاته مع القذافي على تحييد المصالح الاقتصادية والتجارية عن المشكلة السياسية "المزمنة" المتعلقة باختفاء الإمام موسى الصدر.