يراهن الاردن على قدرته في تخطي مضاعفات المواجهات الفلسطينية - الاسرائيلية التي أدى اندلاعها الى القضاء على الموسم السياحي في الاراضي اللفلسطينية وداخل اسرائيل، وإلى موجة الغاء للحجوزات في الدول المجاورة طالت دولاً عربية أخرى بعيدة. وقال وزير السياحة والآثار عقل بلتاجي ل"الحياة" إن "التغير في المعطيات العامة لتوجهات السوق يُحتم اعتماد رؤية جديدة لحملات الترويج والتسويق". وأشار الى ان الاردن لم يغير اهتمامه بالترويج للمنطقة ككل بما في ذلك لبنان وسورية، مع وضع خطة جديدة للتعاون مع كبرى وكالات السفر ومنظمي الرحلات الجماعية في الاسواق الرئيسية الموردة للسياح. وأشار الى انه وجه دعوة الى عشرة مندوبين لكبار منظمي الرحلات الجماعية في فرنسا للقائه على هامش "معرض سوق السفر العالمي 2000" الذي انهى اعماله أول من أمس في لندن، وبحث معهم في سبل تعزيز العلاقة مع السوق الفرنسية والاوروبية. وذكر المدير العام ل"هيئة تنشيط السياحة" في الاردن مروان الخطيب ل"الحياة"أن هناك اهتماماً ب"درء التأثير الذي تركته الأزمة الحالية في الشرق الاوسط" وأن الاردن يتبنى استراتيجية ترويج جديدة تركز في صورة خاصة على التعريف بالمنتج السياحي الاردني في الدول العربية لا سيما دول الخليج. ويتألف مجلس ادارة "هيئة تنشيط السياحة" من 13 عضواً ويرأسه وزير السياحة ويضم عضواً ثانياً من القطاع العام، في حين ينتمي الاعضاء الآخرون الى القطاع الخاص. وتعتبر الهيئة صيغة مبتكرة وذكية فريدة من نوعها في العالم العربي لتوحيد جهود القطاعين العام والاهلي. ويبلغ عدد اعضاء الهيئة 125 عضواً يمثلون شركات الطيران والنقل والسياحة ووكالات السفر. وتثير التطورات الساخنة في الاراضي الفلسطينية المجاورة القلق لدى العاملين في القطاع السياحي في الاردن. وقال الخطيب: "حتى آخر ايلول سبتمبر سجلنا نتائج ممتازة كانت ستجعل من السنة 2000 سنة قياسية لصناعة السياحة والسفر في الاردن، إذ بلغت نسبة النمو 35 في المئة على صعيد الحركة السياحية الوافدة من اوروبا و23 في المئة للحركة السياحية الوافدة من الولاياتالمتحدة". وتابع: "ما حدث في الاسابيع الثمانية الماضية ادى الى موجة الغاءات تشمل الشهرين الماضي والجاري علاوة على الشهر المقبل. ونتيجة ذلك خسرنا نحو 30 في المئة". وقال: "هذا يعني 35،1 مليون سائح نتوقع وصولهم حتى نهاية السنة، وأن يبلغ الدخل بالعملات الصعبة الذي سيولدونه الى 850 مليون دولار". وتابع: "كنا نأمل في تجاوز عتبة البليون دولار لتصبح السياحة أحد ابرز المساهمين في اجمالي الناتج القومي". وتُعتبر صناعة السياحة الثانية في البلاد بعد صناعة التعدين وتساهم بنسبة 11 في المئة في إجمالي الناتج القومي. وبين الاجراءات التي ساهمت في ذلك توحيد سعر تأشيرات الدخول وتخفيف كامل للقيود عليها، علماً أن رعايا دول الخليج معفيون منها. وقال الخطيب: "سنركز على الدول العربية في المرحلة المقبلة لأنه عندما تحدث مشاكل من النوع الذي تشهده المنطقة تتيح السياحة البينية العربية امتصاص الخلل في الحركة السياحية الوافدة من خارج منطقتنا". وأضاف: "سنبدأ الترويج في العالم العربي منذ مطلع السنة مستهدفين أساساً دول الخليج. وسنستخدم الفضائيات العربية في حملة ستكون أكبر من حملتنا المماثلة العام الماضي". وأكد وجود تفاهم مع كبرى شركات السياحة الدولية على التعاون مع الأردن في الأسواق الدولية الرئيسية وعلى أساس أن "تدفع هذه الشركات دولاراً للترويج للأردن مقابل كل دولار ننفقه في هذا السبيل". وقال: "سنبدأ أيضاً في ايران لاستقدام زوار السياحة الدينية بعدما شرعنا في تقديم تسهيلات لدخول حملة الجوازات الايرانية، ونحن ننشط الآن في السوق الايرانية، كما نستعد لشن حملات ترويجية في الدول الاسكندنافية".