} يرى محللون اسرائيليون ان الدولة العبرية أقامت المستوطنات لمنع تنفيذ الاتفاقات التي وقعتها مع الفلسطينيين، ويشهد على ذلك الهجمات التي يشنها المستوطنون على المدنيين، واعتداءاتهم المتكررة على المزارعين، ومنهم إحدى المسنات الفلسطينيات التي اقتعلوا أشجار بستانها وتحدثت عما أصابها بعدما ضربوها على رأسها وأجريت لها جراحة في الجمجمة. المستوطنون يملون سياسة العنف على الدولة الاسرائيلية ويجرونها الى حرب شاملة. نابلس - رويترز - افاقت حفيظة الزبن 75 عاماً بعد جراحة لمعالجة كسور في الجمجمة وهي تشعر بالغضب الشديد على المستوطنين الاسرائيليين الذين تسببوا في اصابتها. وتساءلت مستنكرة "جيران؟ كيف يكون لك جار يرغب في ان يقضي عليك ويريد قتلك ومصادرة ارضك؟". أمضت حفيظة اكثر من نصف قرن تعنى بأشجار الزيتون على السفوح والتلال الوعرة الجافة حول قرية بورين في الجانب الذي تحتله اسرائيل من الضفة الغربية. وقالت ان خمسة يهود من مستوطنة يتسحار المتاخمة لقريتها هاجموها وخمسا من قريباتها بأحجار وقضبان حديد في ما كن يجمعن الزيتون في بستانهن. واضافت المرأة العجوز بصعوبة وهي تلهث على فراشها في مستشفى في مدينة نابلس "ضربني احدهم على رأسي بحجر فسقطت بلا حراك. ولم أصحو إلا في المستشفى بعد العملية. وأشعر كما لو أن رأسي سينفجر من الالم". ويشارك معظم الفلسطينيين، ان لم يكن جميعهم، حفيظة مشاعرها ازاء 200 الف مستوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة اللذين احتلتهما اسرائيل في 1967. وقال المحلل الاسرائيلي ديفيد غروسمان "اقيمت الغالبية الساحقة من المستوطنات لمنع تنفيذ الاتفاقات، او على الاقل منع اي اتصال بين الاراضي يسمح بقيام دولة فلسطينية". وذكرت لجان الانقاذ الطبي الفلسطينية وهي مجموعة خاصة ان المستوطنين قتلوا 13 فلسطينياً واصابوا العشرات منذ بدء الانتفاضة. وقال اسرائيليون ان المستوطنات اليهودية غالبا ما تتعرض لاطلاق النار. وقتلت الاثنين مستوطنة بين خمسة اسرائيليين أرداهم مهاجمون كانوا يستقلون سيارة. وفي الاسبوع الماضي أعلن فلسطينيون مسلحون انهم بدأوا يستهدفون المستوطنين والجنود الاسرائيليين بعدما بلغ عدد قتلى الهجمات الاسرائيلية من الفلسطينيين صغار السن 50 قتيلا. ويعتقد محمد عيد 32 عاماً وهو فلسطيني من بورين ان الحل الوحيد هو عودة المستوطنين الى اسرائيل. واقيم جزء من مستوطنة يتسحار اقيم على ارض يملكها والده. وقال عيد: "من المستحيل العيش معهم لانهم قتلة"، مضيفاً ان المستوطنين ازالوا 150 شجرة زيتون من بستانه. وتابع: "انهم كسرطان يتعين استئصاله بجميع السبل". وقال المحلل السياسي الاسرائيلي اليساري مناحيم كلاين ان اسرائيل استخدمت المستوطنين بالتنسيق مع الجيش لمواصلة احتلالها. واضاف: "يقود المستوطنون دولة اسرائيل نحو حرب".