مع انتهاء مهلة حددتها إسرائيل لتجميد البناء في المستوطنات أمس، وما يمثله الاستيطان من معضلة رئيسة للمباحثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تدرك إحدى العائلات الفلسطينية في بلدة بورين تماما ما هو على المحك. وبواسطة كاميرا إسرائيلية تبرعت بها منظمة «بتسليم» الحقوقية، توثق عائلة «صوفان» مضايقات تتعرض لها من المستوطنين في المنطقة على مدى عقد من الزمان. ويجاور بستان الزيتون العائد للعائلة الفلسطينية، مستوطنة «يتسهار» التي ينظر إليها كواحدة من أكثر المستوطنات اليهودية تطرفا. وأظهرت مقاطع فيديو مستوطنا يرشق بالحجارة منزل العائلة. وقالت حنان صوفان (50 عاما) من منزلها المجاور لمدينة نابلس بالضفة الغربية: «هذا الشباك لحماية النوافذ لصد ما قد يرشقونه على المنزل» ، مضيفة: «نعيش داخل سجن.. هذا يشبه الجحيم. من يستطيع أن يعيش في منزل محصن بالحديد؟» وعرضت صوفان، بقعة من المنزل أضرم فيها مستوطنون النار عام 2002، في حادثة أكدتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأصيب بعدها زوجها بجلطة توفي على إثرها بعد أسبوع. وتمنت، وهي تغالب دموعها، فقدان مسكنها في تلك اللحظة عوضا عن زوجها. وتقول عائلة صوفان: إنه في سياق تحصين البيت على مدى سنوات، جرى نصب سلك شائك على السور لمنع تسلق المستوطنين إلى داخله، كما تقتضي ظروف التحوط مبيت أحد أفراد العائلة أمام المنزل تحسبا لأي طارئ. واقدم المستوطنون على اقتلاع 23 من أشجار الزيتون في بستان العائلة، وأضافت صوفان: «الأشجار هذه غالية علي مثل أولادي تماما فلقد ترعرعت على يدي، جاؤوا واجتزوها». وقالت إن حصاد العشرين شجرة المتبقية سيتم بحماية الجيش الإسرائيلي، الذي سبق وأن تدخل لحماية العائلة وبلدة بورين من هجمات المستوطنين. ورفض ناطق باسم «يتسهار» التعقيب للشبكة بحجة الأعياد اليهودية، إلا أن مصادر إعلامية إسرائيلية نقلت عن حاخام المستوطنة، يوسف إليتزور، قوله: «إذا لم يكن هناك هدوء لليهود، فلن يهنأ به العرب» وهذا هو لسان حال أعضاء عائلة «صوفان» الذين يعيشون في رعب بانتظار الهجوم المقبل.