قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة ماري روبنسون إنها صدمت "من مستوى العنف المستخدم في الرد على المواجهات" الدائرة في الأراضي الفلسطينية من قبل القوات الإسرائيلية، إلى جانب صدمتها "من مدى تدمير المباني والمنشآت والمزروعات". وأشارت روبنسون خلال مؤتمر صحافي عقدته في مكتب المنسق الخاص لنشاطات الأممالمتحدة في الأراضي الفلسطينية في مدينة غزة، أمس، إلى انزعاجها "مما رأيت وسمعت، ومن الثمن الإنساني للأحداث، خلال يوم ونصف يوم قضيتهما في قطاع غزة زرت خلالهما مدينتي غزة ورفح ومناطق أخرى تأثرت بالأحداث بما فيها تدمير مدرسة ومركز صحي ومنازل". وكانت روبنسون اجتمعت والرئيس ياسر عرفات ظهر أمس في مقر الرئاسة في مدينة غزة، في ختام زيارتها للأراضي الفلسطينية وإسرائيل التي بدأت الجمعة الماضي. وأعرب عرفات في أعقاب الاجتماع في حديث للصحافيين عن أمله ب"أن نستطيع سوياً ومعاً هو وروبنسون أن ندفع عملية السلام إلى الأمام"، مشدداً على أن هذه "ليست مهمة فلسطينية فحسب، إنما مهمة فلسطينية ودولية". ووجه عرفات الشكر إليها قائلاً: "أشكرها على هذه الزيارة التي تقوم بها في هذه المهمة الصعبة، بخاصة أمام التحديات التي واجهتها بما فيها محاولة الاعتداء على موكبها"، مشيراً إلى أنها "رأت بنفسها هذه المتاعب التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني". وفضلت روبنسون اثناء وقوفها إلى جانب الرئيس عرفات أمام مقر الرئاسة لدى وداعه لها ألا تجيب على أسئلة الصحافيين، وقالت إنها ستقول ما لديها في المؤتمر الصحافي، المشار إليه آنفاً. وقالت إنها ستكتب تقريراً يتضمن ما سمعت وشاهدت في الأراضي المحتلة حول مجمل انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني، الذي رأت أنها الحقوق تدهورت كثيراً في الآونة الأخيرة. وأكدت أن هناك "انهياراً في حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية"، مشيرة إلى أن تقريرها سيركز على "الاستخدام المفرط للقوة من جانب واحد"، في إشارة إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي التي لم تسمها بالاسم. كما رفضت خلال المؤتمر الصحافي تحميل أي طرف سواء الفلسطيني أو الإسرائيلي مسؤولية أحداث العنف الدائرة منذ نهاية أيلول سبتمبر الماضي، رداً على سؤال في هذا الشأن، ورفضت تحديد الطرف الذي يقع عليه اللوم فيها. وأوضحت ان تقريرها، الذي سيقدم إلى المفوضية العليا لحقوق الإنسان، الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، سيتضمن احصاءات حول مشاركة الأطفال الفلسطينيين في المواجهات، أعده صندوق الأممالمتحدة للطفولة يونيسيف التي تشير بوضوح إلى أن نسبة هؤلاء الأطفال لا تتجاوز واحداً في المئة فقط من المجموع الكلي للأطفال. وأشارت إلى أن في هذا "رداً على ما يقوله مسؤولون إسرائيليون من أن الفلسطينيين يدفعون أطفالهم إلى خط النار كدروع بشرية"، مشددة على أن مثل هذا الادعاء "مرفوض باشمئزاز". ولطمأنة الفلسطينيين، الذين غضبوا منها قبل أن تبدأ جولتها بسبب نيتها الاجتماع إلى ارييل شارون رئيس بلدية القدسالمحتلة، والتي تراجعت عنها في وقت لاحق، قالت روبنسون إنها تتعامل "باحترام وأمانة تمليها عليّ مبادئ عملي، وسنقدم تقريراً أمنياً عادلاً شاملاً إلى القسم السياسي"، في إشارة إلى مجلس الأمن الدولي.