قفزت أسعار النفط ما يزيد على دولار واحد صباح أمس متأثرة بعوامل عدة من بينها انخفاض المخزونات الاميركية واقتناع الاسواق بأن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لن ترفع الانتاج، وتوقع شتاء قاس في النصف الشمالي من الكرة الارضية. راجع ص11 وحذرت مجلة "ميس" النفطية من وقف تصدير النفط العراقي بدءاً من الشهر المقبل، إذا لم يتم التوصل إلى حل لقرار أصدرته الهيئة العراقية لتسويق النفط "سومو" وطلبت فيه من زبائنها دفع زيادة 50 سنتاً للبرميل فوق سعره الرسمي، ووضع هذه الزيادة في حساب لا يخضع لسيطرة الأممالمتحدة، وذلك ابتداء من أول كانون الأول ديسمبر المقبل. وكشفت "ميس"، في خبر عاجل، أن الهيئة العراقية حذرت الشركات المستوردة التي ترفض تنفيذ هذا القرار بأنها ستحرم من كميات النفط العراقي المخصص لها. وقالت المجلة إن الزبائن الذين تبلغوا القرار في الأيام الأخيرة رفضوه بشدة، وأبلغوا بغداد أنه لا يمكنهم الموافقة على هذا الطلب، أولاً لأنه خرق لقرارات مجلس الأمن التي تنص على ضرورة دفع عائدات النفط في حساب للأمم المتحدة، وثانياً لأن الزيادة المطلوبة مكلفة وتشكل إضافة أخرى إلى الكلفة التي رتبها قرار العراق تحويل مدفوعات نفطه من الدولار إلى اليورو، وتقدر ب15 سنتاً للبرميل تضاف إلى سعره في السوق. ويذكر إن العراق يصدر حالياً 7،2 مليون برميل في اليوم في إطار القرار 986 النفط مقابل الغذاء، ومعظم هذا النفط يباع لشركات روسية وصينية وأوروبية التي تبيعه مباشرة إلى المستهلكين في دول منظمة التعاون الاقتصادي. إلى ذلك علمت "الحياة" من مصدر مطلع أن سورية والعراق يريدان فتح الأنبوب النفطي الذي يربط البلدين من دون أن يطرح الأمر على الأممالمتحدة، لأن دمشق ترغب في الحصول على كميات من النفط العراقي بأسعار مخفضة مثلما هي الحال مع الأردن، لاستخدامه محلياً في المصافي السورية، على أن يصدر النفط السوري إلى الخارج. غير أن مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى كان أكد ل"الحياة" أن الولاياتالمتحدة أوضحت لسورية باستمرار أنه لا يمكنها القيام بأي عمل غير شرعي دولياً مع العراق. وقال: "إذا طرحت دمشق الموضوع في الأممالمتحدة ومجلس الأمن فسيحظى بموافقة واشنطن". وتوقعت مصادر مطلعة على المفاوضات الدائرة بين بغدادودمشق فتح خط الأنابيب ثنائياً من دون اللجوء إلى مجلس الأمن. على صعيد السوق، سجل سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم كانون الاول في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس 33.98 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 1.29 دولار على السعر في أواخر التعامل أول من أمس. وارتفع خام القياس الاميركي الخفيف تسليم الشهر نفسه إلى 35.50 دولار للبرميل. ويتوقع بعض المتعاملين ان يستمر ارتفاع الاسعار في الاسابيع المقبلة، وقد يصل سعر الخام الى 40 دولاراً للبرميل. وقال وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون في لقاء مع كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات النفط في لندن امس ان مخزونات النفط الخام وزيت التدفئة لا تزال منخفضة الى مستوى يثير القلق. واعرب عن أمله في تحقيق سوق للطاقة اكثر استقراراً بعد اجتماع المستهلكين والمنتجين في "منتدى الطاقة الدولي السابع" الذي يبدأ اعماله في الرياض غداً.