قصة: ليلى صايا رسوم: أمير نساجي لجينة الأصيل في الغابة رأى الغراب قطّاً صغيراً، يحمل في فمه قطعة جبنٍ. قال لنفسه: "ألجبن لذيذٌ، وأنا أحبّه". غطّ بسرعة. خطف قطعة الجبن وحملها إلى عشِّه. في الّليل أعمض الغراب عينيه، وتقلّب كثيراً، ولكنّه لم يقدر أن ينام. مرَّ النَّوم بالغابة عائداً إلى كهفه، في آخر اللّيل. دُهش حين رأى الغراب مستيقظاً. إقترب منه، ومرَّر عباءته فوقه. ولكنَّ الغراب بقي مستيقظاً يتقلَّب. سأله النَّوم: "ما الذي يجعلك أرقاً يا غراب؟". بكى الغراب: "آه... لقد اعتديت على القطِّ الصغير، وخطفت منه قطعة الجبن أرجوك ساعدني". قال النوم: "أنا آسف يا غراب... لن أقدر، مهما فعلتُ، أن أجعلك تنام، إنهض، وأعد للقطِّ قطعة الجبن". حمل الغراب قطعة الجبن، وطار بها إلى القطِّ، وقال له: "أيُّها القطُّ... أيُّها القطهُ... هل تسمعُني" همس الغراب. فتح القطُّ عينيه، ورأى الغراب، وقطعة الجبن، وفهم كلَّ شيء. قال الغراب يعتذر: "لقد أسأتُ إليك... وأنا آسف جدّاً". أجاب القطُّ: "حسناً يا غراب... أعرف أنّك تحبُّ الجبن كثيراً، تعال صباحاً لنأكله معاً". سُرَّ الغراب وعاد إلى عُشِّه. إستلقى وأغمض عينيه. إقترب النَّوم منه، ومرَّر عباءته فوقه. وبسرعةٍ نام الغراب نوماً عميقاً. من "حكايات النوم" عن دار الحدائ